Care of Islam for Human Health

Amin Al-Shuqawi d. Unknown
97

Care of Islam for Human Health

عناية الإسلام بصحة الإنسان

Número de edición

الأولى ١٤٤٠ هـ

Año de publicación

٢٠١٩ م

Géneros

وقال زيد بن أسلم: حمى عمر مريضًا له، حتى إنه من شدة ما حماه كان يمصُّ النوى (^١). وبالجملة: فالحمية من أكبر الأدوية قبل الداء فتمنع حصوله، وإذا حصل فتمنع تزايده وانتشاره. ومما ينبغي أن يُعلم أن كثيرًا مما يُحمى عنه العليل والناقه والصحيح، إذا اشتدت الشهوة إليه، ومالت إليه الطبيعة، فتناول منه الشيء اليسير الذي لا تعجز الطبيعة عن هضمه لم يضره تناوله، بل ربما انتفع به، فإن الطبيعة والمعدة تتلقيانه بالقبول والمحبة، فيصلحان ما يُخشى من ضرره، وقد يكون أنفع من تناول ما تكرهه الطبيعة وتدفعه من الدواء. ولهذا أقر النبي ﷺ صهيبًا - وهو أرمد - على تناول التمرات اليسيرة، وعلم أنها لا تضره (^٢). ومن هذا ما يروى عن علي ﵁ أنه دخل على رسول اللَّه ﷺ، وهو أرمد، وبين يدي النبي ﷺ تمرٌ يأكله، فقال: «يَا عَلِيُّ، تَشْتَهِيهِ؟»، ورمى إليه بتمرة، ثم بأخرى حتى رمى إليه سبعًا، ثم قال: «حَسْبُكَ يَا عَلِيُّ» (^٣).

(^١) قال محققو الزاد: أخرجه الحاكم (٤/ ٢٠٧) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: «مرضت في زمان عمر بن الخطاب مرضًا شديدًا، فدعا لي عمر طبيبًا، فحماني حتى كنت أمص النواة من شدة الحمية»، وصححه الذهبي كما في مختصر التلخيص ٩٣٤، والزنجي متكلم فيه ولكنه لم ينفرد به، بل تابعه عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده مختصرًا، كما عند حرب في مسائله (٢/ ٨٣٦ - رسالة جامعية). (^٢) تقدم تخريجه قريبًا. (^٣) قال محققو الزاد: أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي ٧٠٥ من طريق العلاء، عن أبيه، عن علي ﵁ به، وحسن إسناده السيوطي في الجامع الكبير كما في الكنز ٢٨٤٧١، لكن الراوي عن العلاء: الزنجي بن خالد - وهو مسلم المتقدم ذكره - متكلم فيه، قال ابن عدي في الكامل (٦/ ٣١١): هذا الحديث عن العلاء غير محفوظ، وجاء من وجه آخر مرسلًا، أخرجه ابن أبي شيبة ٢٤١٣٤ عن حفص، عن جعفر عن أبيه قال: أُهدي للنبي ﷺ قناع من تمر وعليٌّ محموم، قال: فنبذ إليه تمرة، ثم أخرى، حتى ناوله سبعًا، ثم كف يده وقال: «حسبك»، وله طريق ثالث تالف، أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٨٣) من طريق سيف بن محمد عن الثوري عن عمرو بن مُرة عن أبي البختري عن علي ﵁ بمعناه، وقال غريب من حديث الثوري، تفرد به سيف، وهو ابن أخت لسفيان، قد كذبوه، وتقدم تخريج حديث أم المنذر ﵂ في حمية النبي لعلي ﵁.

1 / 104