التوسع الاجتماعي في نشاط الزوجة يؤدي إلى تفكك عائلي، كما أن التماسك العائلي يؤدي إلى تفكك اجتماعي. (4)
عندما عملت المرأة الأمريكية وكسبت وارتزقت تقهقرت العائلة، كما يتضح من كثرة الطلاق وتأخر السن للزواج، ولكن هذا التفكك العائلي قد رافقه تماسك اجتماعي أو وجدان اجتماعي جديد. (5)
بما أن أعمال البيت قد صارت آلية؛ أي: تقوم بها الآلات في البيوت الأمريكية وبعض الأوروبية، قلت الروابط التي تربط الزوجة بالبيت، وزادت الروابط التي تربطها بالمجتمع. (6)
الطوالع السيكلوجية الحاضرة تدل على أننا نسير نحو التوسع الاجتماعي والتضيق العائلي؛ ذلك لأن المرأة تتعلم كالرجل وتتكسب مثله وتحترف، وقد صارت لها كرامة اجتماعية تعنى بها وترعاها إلى جنب كرامتها العائلية، بل هي أحيانا - مثل الرجل - تضحي بمركزها العائلي لأجل مركزها الاجتماعي، فلا ترضى مثلا بأن تترك حرفتها كي تتزوج، ثم هي إذا تزوجت كان اتجاهها خارجيا اجتماعيا وليس منزليا داخليا.
وهذا الاتجاه يزيد بزيادة الحضارة الصناعية، ونحن هنا نقرر الحقائق فقط كما نرى أماراتها.
التطور الاجتماعي للشخصية
غاية المجتمع الأمثل هو إيجاد الفرد الأمثل؛ أي: الفرد الذي يمتاز بالشخصية المثلى؛ ولذلك نحتاج إلى أن ننظر في الأطوار التي ترتقي إليها أو تتغير فيها الشخصية التي هي جماع النمو النفسي والذهني والجسمي.
تمر الشخصية في عشرة أطوار يتداخل بعضها في بعض، وهي تبلغ إيناعها قبيل الخمسين وتستقر على ذلك إلى الشيخوخة. (1)
فمن الميلاد إلى إتمام سنتين ينحصر النشاط في طلب الطعام والرفاهية. (2)
ومن سن سنتين إلى خمس سنوات يواجه الطفل أخطار المشي والمصادمات، فينشد الاحتماء. (3)
Página desconocida