100

Mi mente y tu mente

عقلي وعقلك

Géneros

والمهم أن نعرف أن حياتنا النفسية السليمة تقتضي منا العناية بالبيت؛ أي: الزوجة والأولاد والحياة الجنسية، كما تقتضي العناية بالمجتمع وبالحرفة، ثم العناية بالفراغ.

السعادة

يختلف معنى السعادة عند الناس باختلاف ذكائهم وثقافتهم؛ فالسعادة عند العامي هي أن يجد - على الدوام - الإشباع لعواطفه؛ أي: طمأنينة من الخوف والمرض وشبعا من ناحيتي الطعام والجنس وما يتبع هذا من توافر المال والسلطة والوجاهة.

ولكن السعادة في لبابها هي الوجدان ؛ أي: زيادة الفهم لأنفسنا ولغيرنا من البشر وللدنيا وللكون، وكلما ازددنا وجدانا ازددنا سعادة، حتى ولو كان هذا الوجدان مؤلما؛ لأننا ننظر عندئذ بعقل حساس وقلب ذكي، نعقل لأننا نحس، ونحس لأننا نعقل، وفي كلتا الحالتين نستمتع بالفهم، وعندئذ يصير للحياة معنى لا يجده ولا يقاربه من يقنع بإشباع عواطفه.

وفي الاعتبار السيكلوجي نقول: إن السعيد هو السوي الوجداني.

وفي الاعتبار السيكلوجي أيضا نقول: إن الشقي هو النيوروزي العاطفي.

وفي مجتمعنا الحاضر نحتاج إلى العناية بالزواج (والعائلة) وبالمجتمع وبالحرفة، وأخيرا بالفراغ، ومتى عنينا بهذه الأشياء الأربعة وجدنا فيها جميعها الوسيلة إلى التوسع الثقافي، فتتسع بذلك آفاقنا ويزداد وجداننا.

والسعيد هو الذي يرتبط بالمجتمع بروابط كثيرة فيحس مسئوليات اجتماعية تحمله على أن يكون مفيدا للمجتمع، كما تحمله على تقبل الصعوبات، وعلى أن يدرس المجتمع، وعلى أن يمتاز بشجاعة اجتماعية، وهو لهذه الأسباب يجب أن يكون غيريا يؤثر مصالح الغير.

والشقي هو الذي يبتعد عن المجتمع ويكره خدمته لأنه أناني، وهو يجبن عن تحمل المسئوليات، فيغدو عقيما انعزاليا لا ينفع أحدا، وهو في انعزاله وكراهته للمجتمع لا يفكر في ترقية ذهنه بالثقافة؛ لأن الثقافة في لبابها اجتماعية فينقص عنده الوجدان وتزداد عاطفيته.

والسعيد ينمو؛ لأنه اجتماعي يحوي ما حوله بالذهن والعمل والدراسة والخدمة، ونظرته مستقبلية تطورية ينسى الهموم؛ لأنه يحلها أو يهملها.

Página desconocida