هَيْهَات لَا تخرج مِنْهُ بِشَيْء ... فافعلن مَا شِئْت أَن تفعل
واقعد من الغيظ وَإِلَّا فَقُمْ ... واطلع إِلَى الْكَوْكَب أَو فَانْزِل
فلست بالخارج إِلَّا بِمَا ... جِئْت فَسلم ويك واستبسل
وخل عَن هذي الْأَمَانِي فَمَا ... تثمر إِلَّا شَرّ مَا يُؤْكَل
كم من فَتى طول آماله ... فقصرت دُنْيَاهُ مَا طول
فَجَاءَهُ الْمَوْت على غرَّة ... فَمَاتَ من قبل الَّذِي أمل
فيا إلهي وَالَّذِي جوده ... قد غمر الآخر وَالْأول
رحماك يَا رَحْمَن فِي فتية ... لَيْسَ لَهُم دُونك من مُؤَمل
قد حَجَبتهَا عَنْك آثامها ... وأنزلتها شَرّ مَا منزل
وَلَيْسَ إِلَّا عفوك المرتجى ... أَو دلها مَاذَا الَّذِي تعْمل
وَقَالَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم جَلَست إِلَى عَامر بن عبد الله وَهُوَ يُصَلِّي فجوز فِي صلَاته فَقَالَ أَخْبرنِي بِمَا جِئْت لَهُ فَإِنِّي أبادر فَقلت لَهُ وَمَا تبادر قَالَ ملك الْمَوْت رَحِمك الله فَإِنِّي أَخَاف أَن ينزل بِي فَقُمْت عَنهُ وَقَامَ إِلَى صلَاته
وَمر دَاوُد الطَّائِي ﵀ فَسَأَلَهُ رجل غَرِيب عَن حَدِيث فَقَالَ دَعْنِي فَإِنِّي أبادر خُرُوج نَفسِي
وَقَالَ الرّبيع بن خثيم ﵀ من خَافَ الْوَعيد قرب عَلَيْهِ الْبعيد وَمن طَال أمله سَاءَ عمله
وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب ﵁ التؤدة خير فِي كل شَيْء إِلَّا فِي أَمر الْآخِرَة والتؤدة هِيَ التثبت والتأني
وَكَانَ الْحسن ﵀ يَقُول فِي موعظته الْمُبَادرَة الْمُبَادرَة فَإِنَّمَا هِيَ الأنفاس لَو حبست انْقَطَعت عَنْكُم الْأَعْمَال الَّتِي تتقربون بهَا إِلَى الله ﷿ رحم الله امْرأ نظر لنَفسِهِ وَبكى على ذَنبه ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة إِنَّمَا نعد لَهُم
1 / 82