230

La Consecuencia en el Recuerdo de la Muerte

العاقبة في ذكر الموت

Investigador

خضر محمد خضر

Editorial

مكتبة دار الأقصى

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Ubicación del editor

الكويت

الْبَاب الرَّابِع عشر ذكر النفخ فِي الصُّور النفخة الأولى وَالثَّانيَِة
قد تقدم الْكَلَام فِي ذكر الْمَوْت وغصته وكربه وشدته وَعَذَاب الْقَبْر وفتنته وضيقه وظلمته ومنكر وَنَكِير ورؤيتهما وَسَمَاع كَلَامهمَا على فظاظتهما وغلظتهما وبشاعة منظرهما وتكلف جوابهما والتوقي من مقامعهما بالأقرار بالربوبية وَالشَّهَادَة بالرسالة لمن ثبته الله تَعَالَى بالْقَوْل الثَّابِت وأمده بِنور الْإِيمَان وألهمه حجَّته وَإِن فِي ذكر هَذَا لتنبيها من الْغَفْلَة وتنشيطا من الكسل وحلا من عقال البطالة وصرفا عَن اللَّذَّات وردعا عَن نيل الشَّهَوَات بل فِيهِ مَا يذهل النُّفُوس وَيُمِيت الْقُلُوب أَن تنَال من الدُّنْيَا حظها الَّذِي يكون بِهِ حَيَاتهَا وَيكون بِهِ قوامها وَيُقِيم بِهِ رمقها فَكيف أَن ينَال مِنْهَا غير ذَلِك فَكيف بِمَا وَرَاء هَذَا من جمع الْعباد ليَوْم التناد وَيَوْم يقوم الاشهاد وَحشر الْأُمَم لذَلِك الْيَوْم الْأَعْظَم
وَاعْلَم أَن الْإِنْسَان لَا يخرج من الدُّنْيَا حَتَّى يرى مَكَانَهُ من إِحْدَى الدَّاريْنِ وَصَحبه من أحد الْفَرِيقَيْنِ وَأَنه لَا تزَال نَفسه معذبة أَو منعمة إِلَى يَوْم الْجَزَاء والاجتماع لفصل الْقَضَاء وَبعد ذَلِك يَتَجَدَّد النَّعيم أَو الْعَذَاب على وَجه آخر وَصفَة أُخْرَى مِمَّا سَيَأْتِي مِمَّا أمكن ذكره مِنْهُ بعد هَذَا إِن شَاءَ الله ﷿
وَاعْلَم أَن الله ﵎ خلق للجنة أَهلا وَخلق للنار خلقا وهم مَعَ السَّاعَات راحلون وَمَعَ الأنفاس ظاعنون إِلَى دَار البلى ومعسكر الْمَوْتَى

1 / 252