La Consecuencia en el Recuerdo de la Muerte
العاقبة في ذكر الموت
Investigador
خضر محمد خضر
Editorial
مكتبة دار الأقصى
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٦ - ١٩٨٦
Ubicación del editor
الكويت
يَا أهلاه عَلَيْكُم بطعامكم وشرابكم فوَاللَّه لقد رَأَيْت مصرعا لَا أَزَال أعمل لَهُ حَتَّى أَلْقَاهُ
وَقَالَ بعض الْعلمَاء أَي عَيْش يطيب وَلَيْسَ للْمَوْت طَبِيب
وَقَالَ بعد الزهاد لنا من كل ميت عظة بِحَالهِ وعبرة بِمَالِه
وَقَالَ ابْن مَسْعُود كفى بِالْمَوْتِ واعظا وباليقين غنى وبالعبادة شغلا
وَاعْلَم أَن الْمَوْت وَإِن كَانَ هُوَ الْمُصِيبَة الْعُظْمَى والرزية الْكُبْرَى فأعظم مِنْهُ الْغَفْلَة عَنهُ والإعراض عَن ذكره وَقلة التفكر فِيهِ وَترك الْعَمَل لَهُ وَإِن فِيهِ وَحده لعبرة لمن اعْتبر وفكرة لمن تفكر
وَفِي خبر مَرْوِيّ عَن النَّبِي ﷺ لَو أَن الْبَهَائِم تعلم من الْمَوْت مَا تعلمُونَ مَا أكلْتُم مِنْهَا سمينا
ويروى أَن رجلا من الْأَغْنِيَاء نزل بِهِ دَاء فِي وَجهه فعجز أطباء بِلَاده عَن معالجته وَلم يَجدوا سَبِيلا إِلَى شفائه فَخرج يضْرب فِي الأَرْض ويخترق الْبِلَاد وَيطْلب علاجا لدائه وفرجا لبلائه فَدلَّ على طَبِيب حاذق بِبِلَاد الْهِنْد فَقطع إِلَيْهَا المفاوز الْبَعِيدَة وَركب إِلَيْهِ الْبحار الخطرة واللجج الهائلة حَتَّى وصل إِلَيْهِ بَعْدَمَا كَاد أَن يهْلك فَدخل عَلَيْهِ فَوجدَ رجلا ملقى على فرَاشه جلده على عظم فَسلم عَلَيْهِ فَأحْسن الرَّد وَأظْهر الْبشر وَسَأَلَهُ عَن حَاله وَمن أَي الْبِلَاد هُوَ وَمَا الَّذِي جَاءَ بِهِ فَأخْبرهُ خَبره وَأَنه إِنَّمَا جَاءَ يلْتَمس معالجة دائه فَقَالَ لَهُ كم مَعَك من المَال وَمَا جِئْت بِهِ من البضاعة فَأخْبرهُ فَقَالَ لَهُ أَخذ مِنْك نصف مَا مَعَك وأعالجك حَتَّى تستريح فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَدفع إِلَيْهِ نصف مَا عِنْده فعالجه ولاطفه حَتَّى ذهب عَنهُ الْأَلَم وَجَمِيع مَا كَانَ بِوَجْهِهِ وَلم يبْق بِهِ شَيْء إِلَّا أَن مَوضِع الدَّاء بَقِي أسود دون ألم يجده فِيهِ فَقَالَ لَهُ لقد بَرِيء داؤك وَذَهَبت علتك وَقد اسْتَوْجَبت مَا أَخَذته مِنْك فَقَالَ لَهُ أَيهَا الْفَاضِل أَو مَا ترى الْموضع قد بَقِي أسود مُخَالفا لَونه لوني وَكَيف يكون هَذَا الْبُرْء وَكَيف تكون هَذِه الصِّحَّة وَكَيف تستوجب مَا أَخَذته مني
1 / 43