Cantar Ibn Shaddad
عنتر بن شداد: تاريخية أدبية غرامية حربية تلحينية تشخيصية ذات أربعة فصول
Géneros
أسماء المشخصين
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
أسماء المشخصين
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
Página desconocida
عنتر بن شداد
عنتر بن شداد
تاريخية أدبية غرامية حربية تلحينية تشخيصية ذات أربعة فصول
تأليف
أحمد أبو خليل القباني
أسماء المشخصين
قيس ملك العرب.
عنتر العبسي.
الربيع بن زياد.
عمارة الجبان أخو الربيع.
Página desconocida
شيبوب أخو عنتر.
حاجب.
3 رسول.
مسعود (ملك اليمن).
جندلة (خادم مسعود).
سعاد.
مسير المحن.
ابن الورد.
الحارث بن زهير.
نعمة بن الأشطر (ملك).
Página desconocida
2 لص.
النعمان (ملك).
عباد (ملك).
عرب.
عبلة.
مسيكة.
أم مسعود.
امرأة عربية.
الفصل الأول
المنظر الأول (قيس - الربيع - عمارة - مقري الوحش - شيبوب)
Página desconocida
قيس :
ألا يا رياح الرند والعلم السعد
فحي حمى أرض الشرية من نجد
وإن جزت يوما في العقيق وبارق
فبثي غرامي واشرحي بينهم وجدي
لقد جرت يا نعمان ظلما وملت عن
طريق الهدى والحق والعدل والرشد
ظعنا وفي الأحشاء أرواحنا سرت
وأجسامنا بانت على النجب والجرد
وما نزحت عن حيها باختيارها
Página desconocida
ولكن قضاء الله حتم على العبد
عنتر :
لو طاوعتني يا ملك لما فارقنا الأوطان، ولو عادانا مع النعمان كسرى أنوشروان، وملوك بني غسان، وأعوان صاحب الإيوان. ومع هذه النوائب، والخطوب والمصائب، كلما دخلنا أرضا من عرب اليمن يأتونك أيها الهمام، فتشفق عليهم وتعطيهم الذمام، وما بقي قدامنا غير البحار فنجاور الأسماك والحيتان، ونعيش بالضنك والهوان؛ لا أرضى بمعصية، ولا جيرة مكربة.
قيس :
أنا ما أعطيت الذمام إلى الملك الجون؛ خوفا من بأسه أو من المنون، ولكن رأيت أرضه كثيرة المرعى، وسهلة المسالك على الإبل أن تسعى، فأعطيته ما طلب، وسرنا في البر والسبسب.
الربيع :
الرأي عندي أيها الملك المصان، أن لا نقيم في هذه الأراضي والقيعان، إلا بعدما نعرف مالكها وحاميها، والذي يحكم على منابعها ومراعيها؛ فإذا وجدناه صاحب حمية، ومن أهل النخوة العربية، نبرطله بالأموال، والخيول والجمال، ونأخذ منه الأمان والذمام، ونقيم في ظله مدى الأيام، آمنين من الحروب، ومن غوائل الخطوب.
عنتر :
ما هذا يابن زياد؟
الربيع :
Página desconocida
اسكت يابن شداد! أنت دأبك إثارة الفتن، ولولاك لما دخلنا بلاد اليمن، ولا نزحنا من الأوطان؛ خوفا من الملك النعمان. ومع غربتنا وبعدنا عن الأطلال، هيجت علينا فرسان اليمن والأقيال، بقتل الأمير داثر، وأخيه الأمير جابر، وقتل معاوية بن النزال، وبعض مشاهير الأبطال، وقد احمرت الجمرة، بقتل سيدي بني ضمرة. ولا بد أن بني سعد وبني تميم، يجتمعون علينا في عالم عظيم، من سادات العربان، وجبابرة بني قحطان، وكذلك بنو القين وبنو فهد، لا بد أن يبذلوا في قتالنا الجهد، لا سيما الملك الجون، الذي فارقناه محزون، وإذا بقينا على هذه الأهوال، تفنى فرساننا والأبطال، ونصير بين البشر، عبرة لمن اعتبر.
عمارة :
إن أخي الربيع يا عنتر، قد أصاب فيما أشار ودبر، وإلا إذا بقينا على رأيك، وتحت أمرك ونهيك، لا نفتر عن الحروب ليلا ولا نهارا، ولا نحصل على قرار إلى أن نصير كالهبا، وتلعب فينا أيدي سبا. وأنا قد سئمت من الحرب، ومعاناة الضرب، حينما كنت أصول وأجول وآخذ الميدان عرضا وطولا، ونحامي بسيوفنا عن النساء، في كل صباح ومساء.
عنتر :
ما هذا يابن زياد، ومتى تخلصون الوداد؟ أما كشفت عنكم الكروب مرار، وخلصت نساءكم من أيدي الأشرار؟ وحكمتكم في الملوك، وكل أمير وصعلوك؟! وكيف تكون يا أمير عمارة، كأخيك الربيع بالشجاعة والزعارة، وتبرطلون على حفظ أرواحكم بالأموال؟! أما هو عار عليكم أيها الرجال، أن تبذلوا أموالكم وخيلكم وجمالكم لمن لا يستحقها من الأنام، ولا ضرب لأجلها برمح وحسام؟! وهل يبذل المال، والنوق والجمال، لغير صلعوك عديم، أو أرملة أو يتيم، أو لقاصد من قصاد العرب، أو لشاعر من أهل الأدب؟! فما هذا يا فارس النياق؟
مقري الوحش :
هون عليك يا حلاحل الآفاق! فعمارة وأخوه الربيع، مطبوعان على كل فعل شنيع، وقيس بشأنهما أخبر، وأنت أبو الفوارس عنتر، الذي قهرت الآساد، وآكل خفارة كل القلاد. فبادر إن أمرت الآن؛ لنمرح إلى مروج الفصلان.
عنتر :
أحن إلى ضرب السيوف القواضب
وأصبو إلى طعن الرماح الكواعب
Página desconocida
ويطربني والخيل تعثر بالقنا
حداة المنايا وابتهاج المواكب
وضرب وطعن تحت ظل عجاجة
كجنح الدجى من وقع أيدي السلاهب
لعمرك إن الفخر والمجد والعلا
ونيل الأماني والعلا والمراتب
كمن يلتقي أبطالها وسراتها
بقلب صبور عند وقع المضارب
ومن لا يروي رمحه من دم العدا
إذا اشتبكت سمر القنا بالقواضب
Página desconocida
ويعطي القنا الخطي في الحرب حقه
ويبري بحد السيف عرض المناكب
يعيش كما عاش الذليل بغصة
وإن مات لم تندب عليه النوادب
اتبعني يا فارس غسان.
مقري الوحش :
أمرك يا أوحد الشجعان (يذهبان. يريد الذهاب شيبوب) .
قيس :
قف يا أبا رياح.
شيبوب :
Página desconocida
أمرك أيها المناح.
قيس :
قد أخطأتما مع أبي الأبطال، وما هذا وقت خصام ولا جدال.
الربيع :
المخطئ أخي عمارة.
قيس :
أنت المخطئ من أول العبارة؛ فلو لم تبدأ بالملام، لما تجاسر أخوك على الكلام. ولكن يجب علينا الآن، أن نعرف نحن في أي مكان؟ ومن من ملوك العرب، مالك هذه الأراضي والسبسب؟ أوتعرفه، أبا رياح؟
شيبوب :
نعم، أيها المناح. هذه الأراضي والرياض المزهرة، هي منازل بني كلب ابن وبرة، وموردهم من ماء يقال له: عراعر، وهم حوله مثل الأسود الكواسر. وصاحب هذه المناهل والوهاد، الملك مسعود بن مصاد؛ وهو ملك عظيم الشان، قوي الشوكة والسلطان، وتحت أمره من الأمراء والفرسان، أكثر من عشرين ألف عنان. والرأي عندي أيها الملك الهمام، أنكم تقصدونه وتطلبون منه الذمام، ولا تتوقف من كلام أخي يادا النضارة؛ لأنه أغضبه كلام الربيع وعمارة، وأنا ألين قلبه وأترضاه، وأجعله لك تبعا فيما تهواه.
قيس :
Página desconocida
هذا الرأي السديد، والتدبير الحميد. فهيا إذن يا ربيع؛ لنذهب إليه سريع، وإذا وجدناه بطلا همام، نسوق له الخيول والأغنام، ونقيم في حماه، إلى أن يفرجها الله.
الربيع :
إذن فبادر بنا الآن، والحافظ الرحمن (يذهبون) .
المنظر الثاني (ترتفع الستارة عن عبلة ومسيكة.)
عبلة :
قد انصلحت يا مسيكة حالنا، وصحت بالكلأ خيلنا وجمالنا، وحصلنا على الوطر؛ بهمة ابن عمي عنتر.
مسيكة :
إي وأبيك، يابنة مالك.
عبلة :
من ذا القادم علينا؟
Página desconocida
مسيكة :
أظنه أمير، أو ملك خطير.
عبلة :
اصبري لنراه، ونفقه فحواه. مرحبا بك يا وجه العرب! فماذا تطلب وترغب؟
مسعود :
أرغب يا منيعة الحمى، شربة من رائق الماء؛ لأطفئ بها حر الأوام، وأذهب بعدها، والسلام.
عبلة :
أبشر يابن الأقيال، بالماء العذب الزلال.
مسعود :
بالله عليك يابنة الملوك، لا ترسلي الماء مع أمة أو مملوك؛ بل عودي به إلي؛ ليحصل فؤادي على الري.
Página desconocida
عبلة :
أبشر بحصول مناك، وإطفاء حر ظماك.
مسعود :
ما هذا الجمال الباهر؟! فجل الصانع القادر! وما هذه العيون، المقرونة بسهم المنون؟!
غازلتني بأعين كالظباء
ذات دل تبدي نفار الظباء
ظبية لو رأى محاسنها البد
ر استحى من طلوعه في السماء
وجهها معدن الجمال وفيه
عنصر اللطف قد نما والحياء
Página desconocida
ينثني تحت ثوبها غصن بان
غرسته الأشواق في أحشاء
عبلة :
خذ يا فتى، واشرب وتهنا، واذهب بكل راحة وسلامة حسنى. (يشرب الجرعة على ثلاث مرات وهو ناظر نظرة غرام.)
عبلة :
يا هذا، إن كنت ظمآن فقد ارتويت، وإن كنت ضالا فارجع من حيث أتيت، ولا تطل النظر، فتوقع نفسك في الخطر. أما سمعت المثل السائر، بين القبائل والعشائر: «من أطلق ناظره، أتعب خاطره»؟! فعاص نفسك وهواك، قبلما تذوق الهلاك.
مسعود :
رحمة، يابنة الكرام!
عبلة :
اذهب بلا كثرة كلام، وإلا تقتل في هذا المكان؛ ولو كنت كسرى صاحب الإيوان، والزم الأدب والشهامة، وارجع مصحوب السلامة، فما أغلظ جثتك، وما أصقع لحيتك! (بعد أن تطرده عبلة تذهب، وينزل ستار، ويدخل مسعود.)
Página desconocida
مسعود :
أأكون مسعود بن مصاد، وقاهر الأبطال والآساد، وهيبتي ترهب جميع البرية، وتحقرني جارية عبسية، ولا أستطيع الجواب؟ فما هذا المصاب؟! وهل غير الهوى، أوهن مني القوى، وألزمني السكوت والاحتمال، والصبر على الأهوال؟
جئت أطفي غليل قلبي بماء
يشفي حر الأوام والإلتهابا
فسقتني الزلال لطفا وجودا
وسقتني بعد الزلال عذابا
أم مسعود :
ما هذا يا ولدي مسعود؟ ولماذا تأخرت عن الجنود، وأشغلت بالي، وهيجت بلبالي؟
مسعود :
أماه، وا ويلاه من الوجد والبعد، اللذين ما لهما حد!
Página desconocida
أم مسعود :
ما سبب هذا المقال؟
مسعود :
سببه العشق القتال، الذي لاع جناني، وأطال أشجاني.
أم مسعود :
ومن أين اعتراك، يا ولدي، هذا الغرام؟
مسعود :
قد اعتراني في هذا المقام، في حب جارية عبسية، تفتن بمحاسنها البرية.
أم مسعود :
وأنت أصابتك هذه الرزية، من أجل جارية عبسية؟! فأخبرني بالعجل، وكيف ذلك حصل؟
Página desconocida
مسعود :
اعلمي أيتها الوالدة، والشفوقة المساعدة، أن بعض رجالي والفرسان، قد وصفوا لي أحوال بني عبس وعدنان، ونوقهم وجمالهم، وخيلهم ورجالهم، وما هم فيه من الخيرات والنعم؛ فتاقت عيني للنظر إليهم، فملت في هذه المرة عليهم، فريدا وحيدا بلا خدم ولا عبيد؛ لكي لا يرتابوا، أو يخجلوا أو يهابوا. وقلت للأعوان والجنود: اذهبوا، وأنا مساء أعود. ودخلت بعدها هذا الخباء، فرأيت فيه فريدة الظباء، وشمس السماء، ومشكاة البهاء، وطلبت منها شربة من الماء؛ لأطفي من فؤادي حرارة الظماء؛ فانثنت كغصن البان، وعادت إلي بقدح ملآن، فأخذت منها القدح، وحبها في فؤادي طفح، وما ازددت في شربه غير أوام، حتى اعتراني ما أنا فيه من الغرام. فلما شعرت مني بالخبل، أخذت مني القدح بالعجل، وأخرجتني من المكان، ذليلا مهان. فوقفت برهة خارج الباب، وأنا لا أستطيع الجواب، ودخلت لأراها، فما أبصرت محياها، فدهشت من الفراق، ووقعت في الاحتراق. وإن لم أبلغ من الظبي وصاله، مت من العشق لا محالة. فساعديني يا أماه، قبلما أفقد الحياة.
أم مسعود :
أتصيبك هذه الرزية، من أجل جارية عبسية، لا قدر لها ولا قيمة، ولو كانت درة يتيمة؟ وحسبك بنات اليمن، وصنعاء وعدن، من جميع نساء العرب. فارجع عن حبها، وأنا أخطب لك سواها، وتتملا بجمال محياها.
مسعود :
ما هذا الكلام يا أماه، الذي لا أقبله ولا أرضاه؟! أظننت أني أسمع كلام، أو يرجعني ملام؟ فوحق البيت الحرام، والركن والمقام، وزمزم والحطيم، ومقام الخليل إبراهيم، لا بد لي من تلك العبسية، ولو سقيت من أجلها المنية. وإن راجعتيني مرة ثانية، أجعلها على نفسي قاضية، وأزهق روحي بهذا الحسام.
أم مسعود :
لا لا يا ولدي الهمام. فاذهب أنت، وها أنا ذاهبة إليها، وأخطبها لك يا ولدي، وعن قريب تزف عليها (يذهبان) .
المنظر الثالث (عبلة - مسيكة)
عبلة :
Página desconocida
أهكذا يوجد وقاحة، وغلاظة وقباحة، مثل هذا الرجل الذي سقيناه الماء، وكان في غاية الظماء؟
مسيكة :
لا وأبيك، يا ربة المقام المحمود، وما رأيت مثله في عالم الوجود. انظري هذه المرأة، امرأة غريبة.
عبلة :
ادخلي، يا حرة العرب.
أم مسعود :
أمرك يا عالية النسب.
أهدي سلاما طيبا
إليك يا ذات العلا
عبلة :
Página desconocida
أهلا وسهلا مرحبا
شرفت هذا المنزلا
اجلسي يا خالتي بالهنا، واطلبي ما شئت؛ فإن كل شيء حاضر عندنا.
أم مسعود :
أرجوك أن تخبريني يا ذات القدر، هل أنت ذات بعل، أم ذات خدر؟
عبلة :
ما هذا السؤال يا أماه؟ أوعندك بعل تزوجيني إياه؟
أم مسعود :
إي وأبيك. إن كنت خالية من القرين، فأنا أزوجك بأسد العرين، وأعز موقر ومخدوم، من العرب والعجم والروم.
عبلة :
Página desconocida
ومن هو هذا السيد أيتها الجليلة؟
أم مسعود :
هو الذي زارك من برهة قليلة، وسقيتيه الماء، وذهب وهو في غاية الظماء.
عبلة :
ومن يكون من العرب؟ وأي ملك هو من ملوك الحسب؟
أم مسعود :
هو الملك مسعود بن مصاد، والحاكم على هذه الوهاد، وهو ولدي الوحيد، وغصني الفريد.
عبلة :
أتحبين مسعودا يا حرة العرب؟
أم مسعود :
Página desconocida