65

ويلتفت مارتن إلى كنديد باعتداله المعتاد، ويقول له: «والآن، ألا أستحق الرهان كاملا؟» ويدفع كنديد ألفي قرش إلى باكت، وألف قرش إلى الراهب جيرفله، ويقول: «أرد عليك، بأنهما سيغدوان سعيدين بهذا.»

ويقول مارتن: «من المحتمل، أنك تجعلهما بهذه القروش أشد شقاء أيضا.»

ويقول كنديد: «ولكن لي العزاء في أمر واحد، وذلك أنني ألاقي - في الغالب - أناسا لا يظن لقاؤهم مطلقا، ومن الممكن كثيرا، أن ألاقي كونيغوند مرة أخرى، كما لقيت كبشي الأحمر.»

ويقول مارتن: «أتمنى أن تكون سبب سعادتك يوما ما، ولكنني أشك في هذا كثيرا.»

ويقول كنديد: «أنت قاس جدا.»

ويقول مارتن: «ذلك لأنني عشت.»

ويقول كنديد: «ولكن انظر إلى هؤلاء الملاحين، ألا يغنون بلا انقطاع؟»

ويقول مارتن: «أنت لا تنظر إليهم في منازلهم مع نسائهم وأولادهم، فلرئيس شيوخ البندقية أحزانه، وللملاحين أحزانهم، والحق أن الأمر إذا قلب من جميع وجوهه، وجد أن نصيب الملاح خير من نصيب رئيس الشيوخ، ولكنني أعتقد أن الفرق هو من الصغر ما لا يستحق معه أن يبحث فيه.»

ويقول كنديد: «يحدث عن عضو السنات بوكوكورنته، الذي يقيم بهذا القصر الجميل القائم على البرنتا، والذي يتقبل الغرباء قبولا حسنا، فيزعم أن الغم لا يجد سبيلا إلى قلبه مطلقا.»

ويقول مارتن: «أود لو أجتمع إلى هذا المثال النادر»، فطلب كنديد من فوره إلى السنيور بوكوكورنته، أن يأذن لهما في الحضور لمقابلته غدا.

Página desconocida