El agente secreto: Una historia sencilla
العميل السري: حكاية بسيطة
Géneros
قاطعه السيد فيرلوك بنبرة جهورية تراعي سمات الخطابة؛ ومن ثم باتت تخالف تماما النبرة التي تحدث بها من قبل، حتى إن مخاطبه ظل مشدوها للغاية: «بلا شك، بلا شك. إنها موجودة ووصلت إلى درجة خطيرة. إن تقاريري عن الاثني عشر شهرا الماضية توضح الأمر بالقدر الكافي.»
شرع مستشار الدولة السيد وورمت في الحديث بنبرته اللطيفة والهادئة: «لقد قرأت تقاريرك عن الاثني عشر شهرا الماضية. ولقد عجزت تماما عن اكتشاف السبب الذي دفعك لكتابتها.»
ساد صمت كئيب لفترة. بدا أن السيد فيرلوك ابتلع لسانه وما انفك الآخر يحملق في الأوراق على المكتب. في النهاية دفعها قليلا. «من المفترض أن يكون الوضع الراهن الذي تعرضه في التقارير هو الحالة الأولى في توظيفك. ليست الكتابة هي المطلوبة في الوقت الحالي، وإنما إلقاء الضوء على واقعة محددة وضرورية، يمكنني القول إنها واقعة تنذر بخطر.»
قال السيد فيرلوك بعد تعديلات مقنعة في نبرة صوته الأجش: «لست بحاجة إلى أن أقول إنني سأوجه كامل جهدي إلى تلك الغاية.» لكنه انزعج من التحديق إليه من خلف عدسات النظارة اللامعة على الجانب الآخر من المكتب. توقف لفترة قصيرة وأبدى إشارة تدل على التفاني المطلق. بدا على موظف السفارة المفيد والجاد في العمل - غير أنه غامض - أنه قد تأثر ببعض الأفكار الوليدة.
قال: «إنك بدين للغاية.»
وخزت هذه الملاحظة، ذات الطبيعة الفلسفية التي تلفظ بها مسئول على دراية بالحبر والأوراق أكثر من متطلبات الحياة العملية، قلب السيد فيرلوك إذ قيلت بأسلوب فظ. فتراجع خطوة إلى الوراء.
صرخ بصوت أجش ومستاء: «عذرا، ما الذي أردت قوله؟»
بدا أن هذه المقابلة أرهقت كثيرا مستشار السفارة المنوط به إجراؤها.
قال: «أظن أنه من الأفضل أن تقابل السيد فلاديمير. نعم، بالتأكيد أظن أنه يجب أن تقابل السيد فلاديمير. من فضلك انتظر هنا.» وخرج بخطى هادئة.
على الفور مرر السيد فيرلوك يده على شعره. تناثرت حبات عرق خفيفة على جبهته. تأفف وأخرج هواء من فمه وكأنه ينفخ في ملعقة ممتلئة بحساء ساخن. ولكن عندما ظهر الخادم الذي يرتدي سروالا بنيا عند الباب صامتا، لم يكن السيد فيرلوك قد تحرك قيد أنملة من مكانه الذي كان واقفا فيه طيلة المقابلة. ظل ساكنا، وشعر وكأن شراكا تحوطه من كل جانب.
Página desconocida