1177 a.C.: El año del colapso de la civilización

Muhammad Hamid Darwish d. 1450 AH
146

1177 a.C.: El año del colapso de la civilización

١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة

Géneros

يمكننا أيضا أن نخمن أنه في بعض الحالات على الأقل ربما تكون مجموعات توصف بأنها شعوب البحر قد دخلت الفراغ الذي نشأ عن التدمير و/أو هجر المدن، سواء كانوا هم أو آخرين من تسببوا في ذلك، واستقروا ولم يتابعوا المضي، مخلفين وراءهم مصنوعاتهم اليدوية، كما ربما كان الحال في تل تويني. في ظروف كتلك، من المرجح أن تكون شعوب البحر هذه قد احتلت في المقام الأول، وإن لم يكن حصرا، المدن الساحلية، التي تشمل مواقع مثل تارسين ومرسين على الساحل الجنوبي الشرقي للأناضول. الأمر نفسه قد ينطبق على المنطقة الموجودة حاليا على الحدود بين جنوب غرب تركيا وشمال سوريا، في منطقة تل طعينات، التي تشير الأدلة المكتشفة مؤخرا أنها كانت تعرف باسم «أرض باليستين» أثناء العصر الحديدي.

74

في الواقع، يوجد تقاليد، وبخاصة تقاليد أدبية، تذكر تحديدا أن شعوب البحر استقرت في تل دور، في شمال ما يعرف حاليا باسم إسرائيل الحديثة. على سبيل المثال، تشير القصة المصرية التي يطلق عليها «تقرير ون آمون»، التي يرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن الحادي عشر قبل الميلاد، إلى تل دور باعتباره مدينة التجيكر أو السيكيلز (الشيكليش). يدرج نص مصري آخر، هو «قائمة أسماء أعلام أمينيموب» الذي يرجع تاريخه إلى حوالي 1100ق.م، الشاردانا، والتجيكر، والفلستيين، ويذكر أيضا مواقع أشقلون، وأشدود وغزة (وهي ثلاثة مواقع من خمسة تعتبر جزءا من «مدن الفلستيين الخمس»). اقترح الباحثون أن شعوب البحر استقرت في مواقع على امتداد ساحل الكرمل وفي وادي عكا، ربما أيضا إلى جانب تل دان، مثل شعبي الشاردانا والدانونا. في كثير من هذه المواقع، بما فيها تلك التي لها مستويات إشغال توصف بأنها «فلستية»، مثل أشدود، وأشقلون، وغزة، وعقرون، وأماكن أخرى، عثر على أوان فخارية على نمط إيجي ومحددات هوية ثقافية أخرى .

75

ربما تكون هذه هي البقايا المادية الوحيدة التي لدينا لشعوب البحر المحيرة، ولكن يبدو أن للبقايا الأثرية في كثير من هذه المواقع، وحتى أبعد شمالا، صلات مباشرة بقبرص أكثر من منطقة إيجه. ومع ذلك، يوجد روابط واضحة مع شعوب غير كنعانية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

76

من المثير للاهتمام، أنه لا يوجد بقايا كتلك، ولا أي نوع من التدمير، في المنطقة التي عرفت لاحقا باسم فينيقية، فيما يعرف الآن بلبنان الحديثة. وعلى الرغم من النقاشات الأكاديمية، لا يزال من غير الواضح السبب وراء ذلك، أو ما إذا كان ذلك مجرد وهم ناجم عن الافتقار النسبي إلى التنقيب في هذه المنطقة، مقارنة بالمناطق الساحلية الأخرى في الشرق الأدنى.

77

من بين سيناريوهات كثيرة مقترحة لتفسير الأيام الأخيرة للعصر البرونزي المتأخر في منطقتي إيجه وشرق المتوسط، لا يزال يبدو المقترح الذي طرحه إسرائيل فنكلشتاين من جامعة تل أبيب منذ عقد مضى هو الأكثر رجوحا؛ إذ يدفع بحجة مفادها أن نزوح شعوب البحر ليس واقعة منفردة وإنما عملية طويلة تشمل مراحل عديدة، بدأت المرحلة الأولى فيها في السنوات الأولى لحكم رمسيس الثالث، في حوالي 1177ق.م، وانتهت المرحلة الأخيرة أثناء زمن رمسيس السادس، في حوالي 1130ق.م ويقول تحديدا:

على الرغم من وصف النصوص المصرية لواقعة منفردة، فإن نزوح شعوب البحر كان عملية مدتها نصف قرن على الأقل وكان لها مراحل عديدة ... ربما تكون قد بدأت بمجموعات نشرت الدمار على امتداد الساحل الشامي، بما في ذلك شمال فلستيا، في بداية القرن الثاني عشر وهزمت على يد رمسيس الثالث في عام حكمه الثامن. نتيجة لذلك، استقر بعضها في ثكنات عسكرية مصرية في الدلتا. ونجحت مجموعات لاحقة من شعوب البحر، في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، في القضاء على الحكم المصري في جنوب كنعان. وبعد تدمير المعاقل المصرية ... استقرت تلك المجموعات في فلستيا وأقامت مراكزها الرئيسية في أشدود، وأشقلون، وتل مقنع، وأماكن أخرى. يسهل التعرف على هؤلاء الناس، الفلستيين المذكورين في النص التوراتي اللاحق، عن طريق العديد من السمات المأخوذة من الإيجيين في ثقافتهم المادية.

Página desconocida