Científicas europeas en química
عالمات أوروبيات في الكيمياء
Géneros
من الإسهامات الكبرى الأخرى التي قدمتها ماري للعلم ترجمتها لأعمال المؤلفين الإنجليز إلى الفرنسية؛ إذ ترجمت الدراسات الكيميائية الخاصة بهنري كافنديش وجوزيف بريستلي وغيرهما من الباحثين العلميين البريطانيين. وكانت ترجمتها ل «مقال عن اللاهوب» بقلم ريتشارد كيروان وتعليقات لافوازييه وزملائه ذات أهمية قصوى؛ فنظريات الاحتراق التي كانت حتى ذلك الوقت واسعة الانتشار والتي تنص على أن عنصر اللاهوب أساسي للاحتراق، ثبت خطؤها، وأثبت الزوجان لافوازييه في تجاربهما أن اللاهوب غير موجود.
والمهم جدا بالنسبة للعلم هو أن أنطوان وضع قانون حفظ المادة، الذي أكد على أن عناصر التفاعل الكيميائي لا يزيد وزنها ولا ينقص، وهي نظرية ربطت الكيمياء بالقوانين الفيزيائية والرياضية. وأسسا، كفريق عمل، الكيمياء الحديثة بفصل جوانبها العلمية عن الخيمياء وبتطوير قاموس مصطلحات علمي معدل، وصاغا مصطلح «أكسجين»، وعرفاه بوصفه غازا من الغازات الأولية، ووصفا عملية الأكسدة التي تغير الحديد إلى صدأ، وحللا نواتج التنفس الطبيعي للإنسان وهي الماء وثاني أكسيد الكربون.
في السنوات الأولى من زواجهما أصبح بيتهما مكانا لالتقاء أفراد المجتمع الفرنسي المثقف.
صفحة العنوان في المجلد الأول من «مذكرات الكيمياء».
عندما قامت الثورة، أصبح منصب لافوازييه - الذي كان مثل والد ماري عضوا في المزرعة العامة - مهددا، وسرعان ما قبض عليه ووضع في السجن، وبالإضافة إلى ذلك تمت مصادرة كل ممتلكاته. وأثناء حبسه، عملت ماري دون كلل من أجل إطلاق سراحه، ولكن دون جدوى. وفي 8 مايو عام 1794، في نهاية «عصر الإرهاب» تحت حكم بروبسبيير، أعدم أنطوان لافوازييه بالمقصلة (وكذلك والد ماري والكثير من أصدقائهما)، وألقي القبض على ماري أيضا؛ استنادا إلى وثائق إدانة معينة، ولكن تم إطلاق سراحها بعد 65 يوما في الباستيل، وخرجت مفلسة نتيجة لمصادرة أرضها؛ فاضطرت إلى اللجوء لخادم سابق لها. وبعد حوالي سنة، تمت إعادة معظم ممتلكات لافوازييه لها. والأمر المهم جدا للعلم هو رجوع مكتبتها العلمية التي كانت خاضعة للمصادرة، والتي عزمت على الاحتفاظ بها للمستقبل. في 1792 كان لافوازييه قد شرع في وضع ملاحظات تفصيلية لتجاربه لكي ينشرها، ولكن عندما حان أجله لم يكن جاهزا للنشر سوى جزء منها، فأنهت ماري عمله، وفي عام 1805 نشرت «مذكرات الكيمياء» باسم زوجها المتوفى. ونشرت العمل في مجلدين إلى جانب مقدمتها الأصلية، ووزعت نسخا مجانية على علماء فرنسيين معروفين.
أثناء حكومة المديرين، وبعدها تحت حكم نابليون، عندما أضحت الأوضاع أقل عنفا في باريس، تمكنت ماري مرة أخرى من استقبال زائرين في صالونها. وتقدم لخطبتها العديد من العلماء المشهورين، وكان من بين خطابها قطب الكيمياء بيير صامويل ديبو دي نيمور، ولكنها فضلت الفيزيائي الأمريكي بنجامين ثومبسون، الذي اشتهر بكونت رامفورد بفاريا، وهو مؤسس المعهد الملكي لبريطانيا العظمى، وتزوجته في 1805 بعد أربعة أعوام من تودده لها. وبعد زواجهما أصرت على أن تسمي نفسها الكونتيسة لافوازييه-رامفورد. لم ينجح زواجهما، وبعد أربعة أعوام انتهى بالطلاق. بعد طلاقها من رامفورد عملت بوصفها سيدة أعمال ناجحة، واشتهرت كذلك بأعمالها الخيرية. وبمرور الأعوام، ازدادت صعوبة استئناف عملها ككيميائية، ولكنها ظلت لسنوات كثيرة تستقبل في صالونها علماء معروفين، منهم كوفيير وبيرتولا وهومبولت وغيرهم. وتوفيت في باريس عن عمر يناهز 77 عاما.
نظرا لأن عمل ماري لافوازييه العلمي كان متشابكا بشدة مع عمل زوجها، فإن من الصعوبة بمكان أن نحدد بدقة الأعمال التي يمكن أن تنسب إليها؛ فقد أحدثا معا تغييرا أساسيا، واستبدلا بالممارسات الغامضة للخيميائيين مبادئ كيميائية ممنهجة.
لقد أسهمت ماري من خلال رسوماتها وترجماتها وتوضيحها للملاحظات، وترتيب نشر «مذكرات الكيمياء» الخاص بلافوازييه، إسهاما مهما في المعرفة العلمية.
المراجع
Alic, M. (1986)
Página desconocida