كذلك عالم السوء لا يريد بعلمه رضى الله، ولكن يريد رضى نفسه ومنفعتها، وقد جعل هذا علمه شبكة، ليصطاد حطام الدنيا، وإنما العلم المنجي علم القلوب المنيرة الصافية الخائفة القانعة باليسير، السليمة من الآفات والتخاليط، ( وليس العالم من قد أسكره حب الدنيا، وإنما العالم الذي يعمل للآخرة الباقية، فهو منتظر للنزول والإنتقال، مشغول يخاف أن يفاجئه الموت بحال من الأحوال، فقلبه محزون، وشره مأمون، يجول بقلبه في الجنة أحيانا، وفي النار أحيانا، يخاف أن يكون من أصحاب النار، ولا يكون من أصحاب الجنة، فليس له همة غير تفتيش الآفات، وكثرة الذكر في كل حركة وسكون )، وكثرة الذكر لله في الحركة والسكون.
Página 323