[الصلاة معراج المؤمن]
قال الوافد: حد لي الصلاة يرحمك الله ؟
قال العالم: الصلاة صلة بين العبد والرب، وستر للعيب وكفارة للذنب، الصلاة صلة بلا مسافة، وطهارة كل خطيئة وآفة، الصلاة مواصلة ومصافاة، ومداناة ومناجاة، المصلي يقرع باب الله ويطمع في ثوابه، وهو على بساط الله عز وجل.
إذا كبر العبد تكبيرة الإحرام، تساقط عنه الأوزار والآثام، وإذا توجه العبد إلى القبلة، فقد أبدى من نفسه الخضوع والذلة، واتبع الشرع والملة، إذا أخلص العبد في الصلاة بنيته، كفر الله عنه ذنبه وخطيئته، وأجزل له عطيته، وإذا أخلص العبد القراءة والتلاوة، سطع في قلبه النور والحلاوة، وإذا قرأ الفاتحة، أدرك الصفقة الرابحة، وإذا أتبعها بالسورة، كثر في الآخرة سروره، وكفاه الله محذوره، وإذا انحنى للركوع، فقد أظهر لله الخضوع، وإذا قام للإعتدال، فقد نفى عنه الإشتغال، وإذا هوى للسجود، فقد خرج من الجحود، واستحق من الله الجود، وإذا تشهد على التمام، سلمت عليه الملائكة الكرام، وبشروه بدار السلام.
الصلاة شرح الصدور، وفرج من جميع الأمور، الصلاة نور في الفؤاد، وسرور يوم المعاد، الصلاة للقلوب منهاج، وللأرواح معراج، الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتؤمن صاحبها من نكير ومنكر، الصلاة تغني من الإفلاس، وتلبس العبد الإيناس، الصلاة قرة العين، وجلاء الرين، المصلي على بساط المولى، يناجي الملك الأعلى.
الصلاة ضياء في الصدور، وفسحة في القبور، وبهاء في الحشر والنشور، الصلاة تجوز على الصراط، وتورث في قلب صاحبها النشاط، الصلاة تنزع قساوة القلوب، وتكفر الذنوب، الصلاة تسهل العسير، وتمحو الذنب الكبير، الصلاة توسع الأرزاق، وتطيب الأخلاق، الصلاة تقرب العبد إلى المولى، وتؤمنه من البلوى . من لزم المحراب قرع الباب، ومن قرع الباب أتاه الجواب، صحة الإرادة، لزوم المساجد للعبادة.
Página 305