[الإيمان]
قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله ؟
قال العالم: الإيمان بالله والإقرار به، وبما جاءت به الرسل من عند الله تعالى، وتؤمن جوارحك حتى لا تستعملها في شيء مما يكرهه منك خالقها، فتكون قد أمنتها من عذاب النار. ومن الإيمان أن يأمن الناس من يدك ولسانك وظنون قلبك، فإذا فعلت ذلك فأنت مؤمن. ومن الإيمان الرضى بالقضاء، والشكر على العطاء، والصبر على البلاء. ومن الإيمان المحافظة على الفرائض والسنن، والقيام بالنوافل والفضائل.
ومن الإيمان تعلم أن الله حق، وقوله حق، والجنة حق، والنار حق، والبعث حق، والثواب حق، والحشر حق، والقيامة حق، والعرض حق، والحساب حق، وأن الله على كل شيء قدير، وأنك منتقل من هذه الدار الفانية إلى الآخرة الباقية . مسئول عن أعمالك، موقوف على فعالك وأقوالك، وإقلالك وإكثارك، وإعلانك وإسرارك، فتجد ما فعلت قد أحضر إليك . وأنت اليوم في دار المهلة، ومكان الفسحة، فلا تذهب أيامك سدى، واعمل فيها بطاعة ربك، وعلق قلبك في ملكوت إلهك، واجعل دليلك القرآن، وقرينك الأحزان، وفعلك الإحسان، وطعامك الفكر، وحديثك الذكر، وحليتك الصبر، وقرينك الفكر، وهمك الحساب، وسعيك الثواب، وجليسك الكتاب، وأملك الرجاء، وسريرتك الوفاء، وسيرتك الحياء، وفاقتك الرحمة، وعملك الطاعة، وطلبك النجاة، وسؤالك المغفرة، وسبيلك الرضى، وخوفك العقاب، ورغبتك الثواب، وخلقك العفاف، وعزيمتك الكفاف، فمن سلك هذه الطريق سبق، ومن تكلم بمثل هذه صدق، وهي عروة فمن تعلق بها استوثق، والحمد لله رب العالمين.
Página 267