وتعتمد المدينة في نموها على تزايد سفن أسطول الصيد السوفيتي في البحار الشمالية بصفة مستمرة، مما يؤمن مستقبلها الاقتصادي كثيرا.
بتروزافودسك
تقع على بحيرة أونيجا وعاصمة إقليم كاريليا وعلى الخط الحديدي من لننجراد إلى مورمانسك، وتقع وسط إقليم زراعي غابي، وأضيفت إلى وظائفها الاقتصادي صناعات الآلات والفخاريات، ونمو المدينة العددي مستمر ولكنه ليس سريعا.
أما مدينة سيكتيفكار على الدفينا الأعلى فهي عاصمة إقليم الكومي، وتقع وسط إقليم منتجات الغابات، وتقوم فيها صناعات الأخشاب وإعداد الفراء والجلود كما تصنع سفن النقل النهري، ولم تصلها السكك الحديدية إلا في عام 1960 بعد وصلة من خط كوتلاس-فركوتا، ومدينة فركوتا مركز لإنتاج الفحم في العالم القطبي يستغل استغلالا جيدا.
وفي الشمال الآسيوي نجد نوريلسك أكبر مدن هذا النطاف، وتماثل مورمانسك في أنها هي الأخرى شمال الدائرة القطبية، وتعود نشأتها إلى مناجم النيكل والنحاس وغيرهما من المعادن، وهي مناجم غنية بلا شك حتى إنها أدت إلى نمو سريع جدا لهذه المدينة المنعزلة في أقصى شمال سيبيريا، والممتدة على أرض الصقيع الدائم، ومصدر الطاقة في المدينة يأتي من مناجم الفحم المحلي، وإن كانت هناك مشروعات لتوليد الطاقة من أنهار شبه جزيرة تايمير القريبة، ومد خط أنابيب للغاز الأرضي القريب في وادي نهر تاز. هذا؛ وترتبط نوريلسك بميناء دودنكا النهري على الينسي الأدنى بخط حديدي قصير.
أما ياكوتسك فمدينة تختلف عن نوريلسك كثيرا، فهي مركز تجاري قديم في حوض لينا، وأصبحت مركزا لإقليم تعديني عظيم القيمة، وهي فوق ذلك عاصمة جمهورية ياكوتيا الذاتية، ومركز لمنطقة زراعية واسعة ورعي حديث. (8) ختام
في ختام هذا الفصل يتضح لنا أن هناك في الشمال السوفيتي عدة أقاليم متمايزة فيما بينها، وإن كانت تتشابه إلى حد بعيد في كثير من مقوماتها الطبيعية، وهذه الأقاليم هي: (8-1) الشمال الأوروبي
أحسن أقاليم الشمال السوفيتي من حيث ظروفه الطبيعية والمناخية، كما أن علاقاته المكانية بالبحر المفتوح طول السنة - بارنتس، واقترابه من الكتلة السكنية الرئيسية في الاتحاد السوفيتي، قد جعلته أكثر أقاليم الشمال ارتيادا، ومن ثم أعمقها تاريخا، وبالرغم من أن السكان الأصليين من المغول والفنواجريين - لغويا، إلا أنهم قد تأثروا كثيرا بعملية التحول الحضاري الأوروبي في جملة نشاطهم الاقتصادي، كما حدث بينهم امتزاج كبير مع الروس، ونظرا للأبعاد التاريخية لهذا الإقليم، فإنه صار من أحسن أقاليم الاتحاد السوفيتي في استغلال موارد الغابة بشتى أشكالها - أخشاب وفراء، وزاد عليه الكشف عن كثير من المعادن الهامة في شبه جزيرة كولا، بالإضافة إلى حرفة صيد الأسماك التي تعد هنا أكثر تطورا من غيرها في بقية الدولة، وترتب على ذلك كله انتشار شبكة مواصلات حسنة تربط الإقليم بأكبر مركز بين مدينتين في الاتحاد السوفيتي: ليننجراد وموسكو. (8-2) إقليم شرق سيبيريا وحوض لينا
بالرغم من بعده كثيرا عن قلب الاتحاد السوفيتي إلا أنه استفاد استفادة كبيرة من القواعد الحضارية الممتدة على طول خط الحديد الجنوبي، والمحيط الباسيفيكي والموانئ التي أنشئت عليه، وترتب على هذا المكان الجغرافي إمكانية الاتصال - مع صعوبة واضحة بالبحر المفتوح، ومن ثم أنشئت شبكة من طرق الاتصال البري إلى الموانئ أو خط السكة الحديد السيبيري، والمنطقة هي أغنى مناطق الاتحاد السوفيتي بالذهب والماس والفحم، ولو أن الأخير ما زال يستخدم بقدر يسير من أجل الأغراض المحلية لوفرة الفحم في بقية الاتحاد السوفيتي ، فضلا عن ذلك أصبحت هذه المنطقة تمثل مستقبلا زراعيا ورعويا لا بأس به، وذلك من أجل إقامة أساس دائم للحياة خارج حد الزراعة التقليدية. (8-3) إقليم سيبيريا الوسطى والغربية والشاطئ الشمالي
تمثل هذه المنطقة أقل المناطق تقدما من حيث الاستغلال الحديث، باستثناء منطقة نوريلسك عند مصب الينسي، وهي منطقة غنية بالدرجة التي جعلتها تنمو هذا النمو السريع برغم قسوة الظروف، والسكان معظمهم يعيشون حسب أصول النشاط الاقتصادي القديم، ومع قليل من التعديل، قرب مراكز المدن الحديثة على الشواطئ الشمالية، ونظرا لظروف المنطقة - مستنقعات الأوب الأدنى، والصقيع الدائم شرقي الينسي، فإن المواصلات الحديثة تكاد تقتصر على الملاحة الشمالية الموسمية، والأنهار التي تتجمد أيضا خلال معظم أشهر السنة، ومن ثم فإن مستقبل المنطقة حتى الآن أقل من الإقليمين السابقين.
Página desconocida