مجموعة الأينو
هذه المجموعة التي تسكن سخالين وجزيرة هوكايدو اليابانية وجزر الكوريل الجنوبية ليست في الواقع من المجموعات المغولية الصرفة، بل إن إجماع آراء الأنتروبولوجيين على أن الأينو جماعة قوقازية انفصلت وانعزلت في هذه الجزر البعيدة، لكنها لم تسلم من تأثير المحيط الآسيوي المغولي الكائن حولها، والمعتقد أيضا أن الأينو كانوا يسكنون جزيرة هنشو اليابانية، لكنهم وقعوا تحت التأثير الشديد للمغول وكونوا شعب اليابان الحالي.
مجموعات الشمال الأوروبي السوفيتي
وأخيرا فإن مجموعة الكومي (الفنو-أوجرية) والننتسي (المغولية) واللاب (المغولية) كانت وما زالت تعمر الأجزاء الشمالية من تندرا أوروبا السوفيتية، مع تداخل كبير من المهاجرين الروس. (3) النشاط الاقتصادي التقليدي
تلعب السماكة وصيد الأحياء البحرية الدور الرئيسي في حياة القبائل التي تعيش على ساحل الباسيفيك وكمتشكا، وكذلك نجد صيد الأسماك من نهري الأوب والينسي وروافدهما من أهم الأنشطة الاقتصادية من أجل الحصول على الغذاء عند المجموعة الغربية لسكان سيبيريا، ويتخصص التشوكشي والكورياك والأيتلمن في أقصى شمال شرق سيبيريا - بالإضافة إلى القليل من الإسكيمو، في صيد الأحياء البحرية الكبيرة مثل الفقمة وعجل البحر وفيل البحر وأحيانا الحوت، ويتم صيد هذه الحيوانات البحرية بالرمح المسنن - الهاربون، والصيادون داخل قواربهم الجلدية الخفيفة - كاياك، أما معظم مجموعة ساحل الباسيفيك فلا تعرف الكاياك وإنما تستخدم قوارب خشبية.
ويتم صيد الأسماك من الأنهار الصغيرة بواسطة سدة توضع في مجرى الماء ثم يصطاد السمك بالرمح أو بواسطة الأوعية، كما يستخدم الجيلاك والأوستياك وسيلة طرق الطبقة الجليدية غير السميكة التي تغطي الأنهار خلال الشتاء مما يؤدي إلى قتل الأسماك التي تقضي الشتاء في المياه غير المتجمدة أسفل الغطاء الجليدي.
وتؤكل الأسماك نيئة أو مسلوقة أو مشوية، أما الصيد البري فيتم بالقوس والسهم بالنسبة للحيوانات الصغيرة، أو تركيب السهم في مكان غير ظاهر مع ربطه إلى حبل، وحين يحرك الحيوان الحبل المشدود على الأرض ينطلق السهم فيصيبه، كذلك تستخدم أشكال مختلفة من الفخوخ التي تؤدي إلى ربط الحيوان وعجزه عن الحركة، وخاصة بالنسبة لحيوانات الفراء الثمينة - خوفا من أن يقطعها السهم فتهبط قيمتها، وأحيانا يستخدم سهم ذو رأس غير مدبب لكي يفقد الحيوان الصغير وعيه، أما الطيور فتصاد أساسا بالشباك، ولكن التشوكشي يصطادون الطيور أيضا بالمقلاع، أما الدببة فتقتل بالحربة القصيرة.
ويستخدم الصيادون حذاء الثلج في عمليات الصيد الشتوي وأوائل الربيع لصيد الحيوانات السريعة العدو مثل التياتل والرنة، وتتم عمليات الصيد هذه بشكل جماعي وليس فرادى.
وتتفاوت المجموعات القبلية في درجة رعي الرنة من الصيد البري إلى التربية والرعي بالمعنى المتعارف عليه، فالتنجوس يمتلكون قطعانا صغيرة من الرنة من أجل الحصول على اللبن وكحيوان ركوب وحمل وجر، ولا يذبح من أجل الغذاء إلا نادرا، أما سكان التندرا الشمالية فيمتلكون أعدادا كبيرة من الرنة من أجل اللبن واللحم والدهن واستخدام العظام والقرون في أدواتهم الكثيرة، وتؤدي تربية قطعان الرنة إلى حركة السكان بصفة دائمة من أجل الحصول على مرعى الحيوان، وكذلك من أجل التجاء الرنة شتاء في منطقة الغابات حيث تنمو الطحالب المختلفة التي يتغذى بها خلال هذا الفصل.
ومساكن المجموعات الرعوية المختلفة في التندرا وسيبيريا هي الخيمة الجلدية أو المصنوعة من الفراء على هيكل خشبي، وخيام التنجوس والساموييد وبعض الأوستياك، قمعية الشكل وتترك فتحة علوية عند التقاء أخشاب الهيكل، لتصبح مخرجا للدخان، أما عند التشوكشي والكورياك وغيرهم في الشرق فإن الخيمة أسطوانية في جزئها الأسفل وقمعية في جزئها الأعلى، ويصل ارتفاع الخيام عادة بين 5-8 متر عند نقطة الوسط، والبيت الحجري الذي كان منتشرا في الماضي، لم يعد يظهر كثيرا إلا في المناطق الصخرية، وكان مكان البيت يختار في حفرة طبيعية أو جوار جدران صخرية، وتصبح له فتحة في السقف للدخول والخروج وتستخدم أيضا كمدخنة، وفي بعض المناطق تقفل فتحة السقف لمنع تسرب الهواء البارد، وتفتح فتحة جانبية ذات ممر أعمق من مستوى أرض البيت لكي يتراكم فيها الهواء البارد ولا يدخل الحجرة السكنية، وقد حل محله في أحيان كثيرة استخدام الخيمة عند الحفر الطبيعية أو بجوار الجدران الصخرية. (3-1) الياكوت كمثال للتغير الحديث
Página desconocida