El mundo de Alejandro Magno
عالم الإسكندر الأكبر
Géneros
أثناء حكم الإسكندر:
240 ألفا-300 ألف
يقدر عدد السكان في زمن فيليب بسبعمائة ألف نسمة، مقارنة بمائتين وخمسين ألف نسمة قبل ذلك بما يزيد عن قرن بقليل.
استخدم بعض أثينيي القرن الرابع ألفاظا قاسية لوصف المقدونيين. وسبق أن ذكرنا رأي الخطيب الأثيني ديموستيني، الذي قال إن فيليب بربري من مكان مهين (الخطب الفيليبية، الخطبة الأولى، 4)؛ أما التقييمات الحديثة فهي أرفق بوجه عام. ولعل خطبة ديموستيني، التي وظفت لتحريض الأثينيين ضد فيليب، كانت تضمر تقييما شخصيا؛ لأن فيليب - بحسب وصف أحد معاصريه - كان «أعظم الرجال موهبة» (إيسخينيس، «عن السفارة» 2، 41). كان سيحتاج إلى مواهب خاصة ليتعامل مع مقدونيا، التي كانت تتسم بسمات المجتمع الحدودي الخشن المشاكس. وتتحدث المصادر المكتوبة عن ممارسة الثأر، وضرورة أن يقتل الرجل عدوا قبل أن يتسنى له استبدال جلد حيوان بالرسن الذين يرتديه، وأن يقتل خنزيرا بريا برمح دون استخدام شبكة قبل أن يتسنى له الجلوس في الندوات (كان كلاهما على الأرجح من طقوس البلوغ والمنزلة الاجتماعية)، والولع بصيد الحيوانات البرية، والرقصات التي تحاكي سرقة المواشي، وتمثيل معركة صورية في حفل افتتاح موسم الحملات العسكرية، وحفلات الشراب التي كان يمكن فيها أن تتسبب الخمر الصرفة في موت شاربها. ألف الشاعر يوربيديس مسرحيته «الباخوسيات» أثناء إقامته في العاصمة المقدونية؛ ومن ثم يعتقد أنه استلهم جو هذه التراجيديا من طبيعة الحياة المقدونية . ربما يكفي أن نتذكر أن الجوقة مؤلفة من نساء هائجات من عبدة باخوس/ديونيسيوس، وإحداهن أم الملك، الذي لم يكن من عبدة ذلك الإله. تمزق النساء الملك الشباب إربا إربا ظنا منهن أنهن اصطدن حيوانا فارا يقدمنه قربانا للإله.
شكل 2-7: الرعي حرفة باقية، وخصوصا في النجود، كما هو الحال قرب جريفينا. صورة بعدسة ريتشارد آر جونسون.
يجب أن نتذكر أن معظم شواهدنا مستمدة من روايات تاريخية غير مقدونية، فلا يوجد إلا القليل من الشواهد المقدونية المكتوبة، ويقينا لا يوجد عمل كتب له البقاء من وضع مؤرخين أو شعراء تراجيديين مقدونيين معاصرين لفيليب والإسكندر، لكن الشواهد المادية تشير فعلا إلى إرث فني راق. كان اكتشاف مدافن فيرجينا/آيجي الملكية، التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع، دليلا مذهلا على هذا الرقي. يشتمل أحد هذه المدافن، وربما يخص فيليب نفسه، على غرفتين، تضم كبراهما أواني وأسلحة برونزية (من ضمنها درع برونزية تحمل تصميمات زخرفية مذهبة، مع شرائط من الذهب مثبتة رأسيا) مكدسة في أحد الأركان، مع مشغولات فضية تقبع في ركن آخر. وعثر في الغرفة الرئيسة على خمسة رءوس صغيرة منحوتة من العاج ومصورة تصويرا واقعيا، والأرجح أنها تعود لفيليب وأبويه وزوجته أوليمبياس وابنهما الإسكندر. أما التابوت الذي وضع فيه رفات المتوفى المحروق، فصنع من ذهب زنة أكثر من 24 رطلا. ويقبع بالقرب من الرأس تاج جميل مشغول من الذهب.
شكل 2-8: الثروة المعدنية: إكليل لبلاب ذهبي من مدفن أحد الذكور في مقبرة سيفاستي، تل باباس، إقليم بييريا، حوالي 350 قبل الميلاد. يوجد الآن في متحف الآثار في سالونيك. صورة بعدسة ريتشارد آر جونسون.
تشير الشواهد المادية، عند النظر إليها فيما يتصل بجهود الملك فيليب الثاني، إلى سمة أخرى «خفية» من سمات المجتمع المقدوني؛ فأي ملك، مهما كان ناجحا، يحتاج إلى ما هو أكثر من مجلس يتألف من عمداء العائلات الكبرى، وجمعية جيش تتألف من الجنود المقدونيين كافة، لكي يسيطر على مملكة كبيرة . وقد اكتسب الموظفون الإداريون والأجهزة الإدارية أهمية متزايدة مع اتساع رقعة المملكة وازدياد تعقيدها وقوتها في مواجهة الدول الأخرى المجاورة. قال البعض إن وظائف البلاط المقدوني الداخلية في الأزمنة الأولى تحولت إلى مناصب إدارية؛ ووفقا لهذا التفسير على سبيل المثال، ولي «الدايتس»، الذي كان ذات يوم مشرفا على طعام الملك، مسئوليات مالية إدارية.
عندما صارت المناطق التي كانت مستقلة سابقا أقاليم إدارية، احتاجت إلى إشراف، وفي بعض الأحيان إلى جمع الضرائب. كان يتعين الإشراف على موارد المملكة الطبيعية الأساسية تحت سيطرة مركزية، وكان التعامل مع الرسل وإرسال الرسل في المقابل يحتاجان إلى تنسيق. وكان يتعين إحلال الاستقرار في المناطق الحدودية، وصياغة المعاهدات، وإرسال الكشافة لاستجلاء الموقف في الأركان القاصية التي تحظى باهتمام فيليب. وما يدعو للأسف أنه لا يوجد لدينا دستور للمقدونيين، مقارنة بالدستور الذي وضعه أرسطو للأثينيين، ليكشف عن طبيعة الآليات التي برزت إلى الوجود لإدارة هذه المسئوليات. غير أن نجاح فيليب لم يكن ليتصور من دون نظام إداري كفء، وتدل إنجازات الملوك السابقين كالإسكندر الأول وأرخيلاوس على أن جذور ذلك النظام غرست قبل حكم فيليب بقرن على الأقل؛ ومن ثم فمن المنطقي أن نتصور أن المملكة المترامية أنتجت تنظيما ذا طابع رسمي أكبر، على الأقل في قلب هذه المملكة. (4) الإسكندر في سياق مقدونيا والمقدونيين
هدفنا فهم طبيعة الإسكندر الأكبر. فكيف تلقي معرفتنا بالأرض التي شهدت مولده وشبابه، وبالناس الذين ولي حكمهم سنة 336، وبالطريقة الحياتية المستقرة؛ الضوء على هذا الهدف؟
Página desconocida