En la puerta de Zuwayla
على باب زويلة
Géneros
وخجل عز الدين فرفع رأسه وأقبل على أم السعد باسما وهو يقول مازحا في تكلف: ليتك يا أم السعد ذات ولد!
وكانت أم السعد عقيما كأختها، فقالت متظاهرة بالرضا: وما حاجتي إلى الولد وإنه لمشغلة وهم، وما رأيت أما شاكرة ...
قال وقد زادت ابتسامته: نعم، ولكن الناس جميعا يطلبون السعد ...
قالت وقد فهمت ما يعنيه وغلبها الضحك: ولكن السعد ما نحن فيه يا عز الدين، ولو كانت الأسماء على مسمياتها ...
فقاطعتها زوجته قائلة: لو كانت الأسماء على مسمياتها لكنت عزا للدين، أو لكان اسمك اليوم عباس!
قال الرجل ضاحكا: نعم، ولكان اسم علي بن أبي الجود: خراب الديار!
وأمسكت المرأتان عما كانتا فيه من الحديث حين جاء ذكر علي بن أبي الجود، وأوشكتا معا أن تعرفا لماذا كان عز الدين اليوم على غير ما يعهدان فيه من البشر والطلاقة، فما أذكره الساعة علي بن أبي الجود إلا شر عظيم. وأي الناس في القاهرة قد سلم من عسف علي بن أبي الجود، حتى لكأنه شريك كل ذي مال في ماله، يقاسمه ما يملك باسم السلطان، ثم يعود فيقاسمه ما بقي، ثم يعود ... ويسمي ذلك ضرائب لبيت المال، وما هو إلا السلب والنهب والطمع فيما في أيدي الناس!
قالت زوجته مشفقة: فما لك ولعلي بن أبي الجود اليوم؟
قال: بل اسألي: ما له ولي! فلا يزال عماله يطلبونني بما لا حق لهم فيه، حتى لقد أوشك متجري أن يخرب كما خربت متاجر، وكم يدعو الله مظلومون ولا يستجاب لهم!
قالت زوجته مستنكرة: أف! الفقر ولا الكفر يا عز الدين، إن الله يمهل ولا يهمل!
Página desconocida