En la puerta de Zuwayla
على باب زويلة
Géneros
قالت نوركلدي ضارعة: بالله يا سيدي! بحق ولدك إن كان لك ولد! بحق أبيك وأمك وما قدما لك من إحسان!
وتدحرجت دمعتان على خد يونس الرومي، وتذكر أعزاءه الذين مضوا ... تذكر ولده الذي اهتصره الموت صبيا، وتذكر أباه وأمه اللذين أضجعهما بيديه في التراب، وعاد بعدهما إلى الحياة وحيدا يكافح ليعيش بلا أمل ولا غاية.
وعاد صوت نوركلدي يرن في أذنيه: بالله يا سيدي ... بالله إلا ما أجبتني: أين ألقى نخاس خوارزم! لن يناله سوء، إن أنا إلا امرأة عاجزة ليس لها حول ولا حيلة، كل ما أريده منه أن أعرف أين ذهب ولدي؛ لأستأنف الرحلة إليه، وله أجره إن شاء!
قال يونس: سأنبئك بما تريدين يا سيدتي، وسأجمع بينك وبين أبي الريحان لتعرفي منه ما تريدين أن تعرفي ... ولكني أخشى أن تملي المقام في هذا الخان؛ فإن أبا الريحان لا يقدم علينا في كل عام إلا مرة أو مرتين، فهلا أخبرتني: ما كان اسم ولدك هذا، وما صفته، ومتى فر به أبو الريحان؟ فلعلي أعلم بعض علمه فأهديك!
وراحت نوركلدي تقص عليه تمام قصتها ... وراح يونس الرومي يستثير دفائن الذكريات في نفسه، لعله يستطيع أن يوفر لهذه الأيم الثاكلة بعض الزمن، ويقصر شيئا من مسافة تلك الرحلة الطويلة النائية، التي بدأتها منذ إحدى عشرة سنة ولا تزال منها في أول الطريق!
الفصل الرابع عشر
أنباء من الغيب
بسط أبو النجم الرمال منديله بين يديه، وقد جلست غير بعيد منه خوند مصرباي - زوجة السلطان الظاهر قنصوه - مرهفة السمع لما تنتظر أن يحدثها به من أنباء الغيب ...
وأخذ الرمال يفرش الرمل الأصفر على منديله، وهو يزمزم وأصابعه تخط في الرمل خطوطا متوازية ومتقاطعة، ولا تزال شفتاه تتحركان حركات متتابعة، وقد أغمض عينيه إغماضة نائم، ومال برأسه إلى الأرض كأنما يستنبئ ذرات الرمل المتناثرة على منديله نبأ الغيب المحجب، ويستمع إلى نجواها صامتا مغمض العينين ...
ثم رفع رأسه ونظر إلى حيث كانت خوند مصرباي جالسة تنتظر، وقد زاد خفق قلبها واختلاج جفنها، كأن قد رأت وسمعت وعرفت.
Página desconocida