En la puerta de Zuwayla
على باب زويلة
Géneros
ودعته إليها، فلما مثل بين يديها استحلفته بحق الأخوة والخئولة، ورابطة الدم وذكريات الماضي، ألا يكون حربا على ابن أخته! ودهش قنصوه وسألها: ولكن ماذا يدعوك إلى ذلك يا أختاه؟!
قالت: ليطمئن قلبي.
قال قنصوه ساخرا: فليحلف لي هو كذلك ألا يكون حربا على خاله.
وعضت أصل باي على شفتيها من الغيظ، ثم قالت مستسلمة: لك ذلك.
ثم دعت بمصحف عثمان، وجاء ولدها فحلف وحلف له خاله، ثم خرج قنصوه - طاعة لأمر السلطان ومشورة أصل باي - على رأس حملة إلى خارج القاهرة؛ لتأديب بعض الثائرين من العربان ...
واطمأنت إلى بعض ما دبرت لحماية ولدها من دسائس الأمراء، ولكن ما شأن ذلك الفتى - طومان ابن أخي الغوري - مع مصرباي؟ وما تردده مصبحا وممسيا بين داره ودار أقبردي الدوادار حيث تقيم تلك الأفعى؟!
وماذا تملك من أمر ذلك الفتى، وأمر تلك الجارية اللعوب الفاتنة؟
آه! لو كان صديقها الأمير جانبلاط قريبا منها! إذن لاستطاع أن يهديها إلى الرأي ويدبر تدبيره، ولكن الأمير جانبلاط يقيم اليوم في الشام نائبا لحلب، لكأنما أراد أخوها قنصوه أن يحول بينها وبين لقياه، فبعث به إلى ذلك المنفى البعيد ...
وطارت على أجنحة الأماني إلى حلب ... إلى حيث كان صديقها جانبلاط، أتراه يفكر في شأنها ويذكرها كما تفكر في شأنه وتذكره؟ ومن أين له - وهو بعيد بعيد - أن يعرف أنه الساعة الرجل الوحيد الذي تطيف به أماني خوند أصل باي حظية قايتباي، وأم ولده السلطان الناصر! ليته يدري! ليته يدري! إذن لهدأ وجيب قلبها، واطمأنت إلى سعادة اليوم والغد. حسبها أن يذكرها جانبلاط، وأن تطيف بخياله وبينهما ذلك البعد البعيد!
الفصل التاسع
Página desconocida