En la puerta de Zuwayla
على باب زويلة
Géneros
وتبع طومان وخشقدم مولاهما في الطريق إلى قلعة حلب، حيث كان نائبها قنصوه الغوري ينتظر ... ومثل طومان وصاحبه بين يدي نائب القلعة، وأحنى طومان رأسه تأدبا وفي عينيه ذبول وانكسار!
وقال الغوري وعلى شفتيه ابتسامة رقيقة: ادن يا غلام!
وربت على خده بيد ناعمة بضة، ثم دعاه إلى الجلوس بين يديه وعيناه تسرحان في محاسن وجهه الدقيق الفاتن ...
قال جقمق: إن في إهاب هذا الفتى يا قنصوه فارسا لا يغالب، وإن بين جنبيه قلب رجل كبير وفي أنفه حمية، فلا يشغلك منه منظر عن مخبر! أما هذا الفتى الرومي ...
قال قنصوه ضاحكا: حسبك يا جقمق، فقد فهمت كل ما تعنيه، ولكن أين الجارية؟
قال جقمق: وما حاجتك أنت إلى الجارية؟ لقد ذهب بها صديقي جاني باي إلى القاهرة، حيث يجد من يغالي بثمنها أضعاف ما يجد في حلب أو دمشق.
قال الغوري: لقد أذكرتني ...
ثم مد إليه يده بصرة فيها دنانير، فتناولها من يده وهو يصطنع الإباء، ودسها في جيبه.
ودخل حاجبه يؤذنه بمقدم صاحب البريد من القاهرة، فنهض جقمق يتهيأ للانصراف، وصحب الحاجب الغلامين إلى الطبقة، وخلا المجلس للغوري.
وفض غلاف الرسالة التي جاء بها البريد وراح يقرؤها باهتمام، ثم رفع عنها عينيه وهو يقول وعلى شفتيه ابتسامته: الصبر يا قنصوه حتى يتفانى أعداؤك ويأكل بعضهم بعضا، وحينئذ يخلو لك الميدان.
Página desconocida