شعرت آيريس كأن أحدا يكتم أنفاسها بوسادة ناعمة، فكبحت غضبها، وحملت نفسها على الحديث بنبرة هادئة. «يؤسفني أن الأمر ليس بتلك البساطة. وحسبما أرى، فهو لم ينته بعد بأي حال من الأحوال. لم قد تتصور أنني أكذب؟»
قال البروفيسور مطمئنا إياها: «أنا لا أتصور ذلك، بل أنا مقتنع أنك ارتكبت خطأ ما، لكن بما أنك أتيت على ذكر الإنصاف، فيجب أن تقري أن كفة الأدلة لا ترجح لصالحك. يجب أن أكون منصفا. هل بإمكانك أن توضحي لي ما الأسباب التي قد تدعو ستة أشخاص للكذب؟»
تيقظ حدس آيريس فجأة.
قالت: «لا أستطيع ذلك، إلا إن كان شخصا واحدا هو من ابتدأ الكذبة والباقي يدعمونه. وفي تلك الحالة، ستكون كلمتي ضد كلمته. ولأني إنجليزية مثلك، ولأن الأمر يخص سيدة إنجليزية، فمن واجبك أن تصدقني.»
أثناء حديثها، كانت ترمق البارونة بنظرة تحد واتهام. قابلت البارونة تلك التهمة بهدوء تام، لكن البروفيسور كح معترضا.
وقال: «لا تخلطي بين الوطنية والتعصب. بجانب ذلك، فإن ما تلمحين إليه غير معقول، فما دافع البارونة للكذب؟»
بدأ رأس آيريس يدور.
قالت بوهن: «لا أعرف. الأمر كله غامض للغاية، فلا أحد يرغب حتما في أن يلحق أذى بالآنسة فروي؛ فهي ليست بالشخص المهم، كما أنها كانت تتفاخر بأنه لا أعداء لها، وقد أخبرتني بنفسها أن البارونة عاملتها بلطف.»
سألت البارونة بدماثة: «ماذا فعلت؟» «أخبرتني أنه حدث لبس بخصوص مقعدها، فدفعت أنت فارق الثمن كي تسافر في تلك المقصورة.» «يا لها من لفتة طيبة مني! يسرني أن أسمع عن سخائي. مع الأسف، أنا لا أعرف شيئا عن ذلك الأمر، لكن قد يستطيع جامع التذاكر إنعاش ذاكرتي.»
التفت البروفيسور لآيريس بحكم المقتضى.
Página desconocida