في المقصورة الخاصة المجاورة، كانت الأختان فلود-بورتر تواجهان مأساة كبرى. كانت الآنسة فلود-بورتر هي من فجرت المفاجأة. «روز، هل رأيت حقيبة السفر البنية توضع في الشاحنة؟» «كلا.» «إذن أظن أننا نسيناها. لقد دفعت أسفل السرير، أتذكرين؟»
تجمدت الدماء في وجهيهما؛ إذ كانتا قد حزمتا جميع مشترياتهما في حقيبة واحدة للإفصاح عنها لموظفي التخليص الجمركي بأمانة.
قالت الآنسة روز بأسف: «لقد كنت أعول على الكابتن باركر لتخليصهم من الجمارك لأجلنا، لكنها ربما تكون في الشاحنة.» «ربما. لا يسعنا سوى أن نأمل الأفضل.»
ظلت آيريس نائمة.
في طفولتها، عانت عقدة نقص لم تتوقعها بسبب التباين بين أغراضها وأغراض غيرها من الأطفال. مع أنها كانت مدللة من الكبار، واجهت عداء سريا من بعض أقرانها. لم تكن أهلا للانتقام لنفسها، لكن أثناء الليل وجدت رغباتها المكبوتة متنفسا لها في أحلامها حيث يكون لها نفوذ، فتنهب متاجر الألعاب ومحال الحلوى بلندن وهي تتمتع بحصانة مهيبة.
جاء الزمن حاملا معه الثأر، ليضع آيريس على قمة عالمها الصغير، لكن الآن تحالف عداء البروفيسور لها وخصومة الطبيب والبارونة، واستهزاء الركاب الآخرين بها، مع ضربة الشمس التي تعرضت لها؛ ليعيدوا إحياء عقدة النقص القديمة.
كانت النتيجة أنها انتقلت من غياب الوعي إلى أحد أحلامها الطفولية بالنفوذ.
في حلمها كانت لا تزال في طريقها لإنقاذ الآنسة فروي على متن القطار السريع. وكانت الممرات طويلة للغاية، فاستغرق فعل ما فعلته في حدود الدقيقة زمنا طويلا. ظل الطبيب وحشد من المسافرين يحاولون إعاقة طريقها، لكنها لم يكن عليها سوى أن تدفع وجوههم ليتلاشوا كالدخان.
كانت تحصد أرواحهم بالعشرات حين أيقظها صرير المحرك. أخبرتها الصيحات وومضات الضوء المفاجئة أنهم يدخلون ترييستي بسرعة.
على الفور نهضت مترنحة، بين الحلم واليقظة، واتجهت مباشرة إلى المقصورة المجاورة.
Página desconocida