تابعت آيريس ببصرها إحداها وهي تنزلق من أعلى النافذة المتسخة إلى زاوية منها.
وفجأة أجفلت عندما لاحظت اسما كتب بخط دقيق على الزجاج الذي يغطيه البخار.
لما مالت نحوه، استطاعت أن تقرأ بوضوح التوقيع. كان «وينفريد فروي».
الفصل السابع والعشرون
اختبار الحمض
حملقت آيريس في الاسم وهي تكاد لا تصدق أن عينيها لا تخدعانها. كان الخط دقيقا ذا منحنيات دائرية غير حادة، كخط تلميذة مدرسية، وكان ينطق بشخصية المعلمة الودودة، التي تقف بين وقار الكهولة وريعان الصبا.
كان دليلا مؤكدا على أن الآنسة فروي جلست مؤخرا في المقعد بتلك الزاوية. تذكرت آيريس بإبهام أنها رأتها تحيك شيئا ما عندما دخلت المقصورة لأول مرة. عندما خطت اسمها على الزجاج المعتم بطرف إبرتها، كانت تنفس عن شيء من حماستها للعطلة.
قالت آيريس وهي تطير فرحا: «لقد كنت محقة في النهاية.»
شعرت براحة غامرة لخروجها من غياهب كابوسها، لكن ما لبث أن طغى على فرحتها شعور بكارثة حتمية.
لم تعد تحارب الظلال، بل تواجه خطرا فعليا.
Página desconocida