بخلق ما رأى الراؤون احسن منه ولا اجمل فلو اتم لنا لاستغنينا الى عقب العقب قال فلما حان السفر وعصفت لنا الرياح من صوب (a) الجزاير الى نحو بلادنا (b) وشيعونا وقالوا لنا تعودوا لنا من قبل ان شاء الله وطمعنا وطمع رباننا فى العودة بمركبه وحده بغير تجار فكان ليله كله هو ورجاله يوقفهم على النجوم ويثبتهم على منازل الكواكب وجهات الآفاق وطريق الاقلاع فى المجىء والعودة وفرحنا غاية الفرح والسرور وسرينا (c) من الجزيرة بريح عاصف من اول النهار فلما غابت الجزيرة بكى بعض الرقيق الذى معنا فضاقت صدورنا على بكايهم ثم قام بعضهم لبعض وقالوا تبكوا لاى شىء قوموا بنا نرقص ونغنى فقام الرقيق جميعه يرقصوا ويغنوا ويتضاحكوا فاعجبنا ذلك منهم وقلنا هذا اصلح من البكاء واشتغلنا كل واحد منا بشأنه فما لهؤلاء
Página 32