وحال* بخار البحر ودجنته ونداه وزخره (a) بينهم وبين النجوة فلم يروا ما يهتدون به وهول البحر وامواج ترفعهم الى السحاب وتخفضهم الى التراب وهم يجرون فى قار (b) وضباب طول ليلهم واصبح عليهم فلم يشعروا به لشدة ظلمة ما هم فيه واتصال قار (b) البحر مع ضباب الجو وغلظ الريح وكدورته فلما طال عليهم الليل وهم يجرون فى* قبضة الهلكة (c) قد حكم عليهم الريح العاصفة والبحار الزاخرة (d) والامواج الهايلة ومركبهم ينط ويإن ويتقعقع ويتتعتع توادعوا وصلى كل منهم الى جهة على قدر معبوده لانهم كانوا شيعا (e) من اهل الصين والهند والعجم والجزاير واستسلموا للموت وجروا كذلك يومين وليلتين لا يفرقون فيهن بين الليل والنهار فلما كانت الليلة الثالثة وانتصف الليل رأوا بين أيديهم نارا عظيمة قد أضاء افقها فخافوا خوفا شديدا
Página 21