187

وقام علمك بي فاحتج عندك لي ... مقام شاهد عدل غير متهم قرأت على أبي حفص السلمي قال: أخبرنا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه قال: غضب يحيى بن خالد بن برمك على أبي شبابة في شيء بلغه عنه، فجفاه، واطرحه، فكتب إليه:

((الأصيد الجواد، / الواري الزناد، الماجد الأجداد، الوزير الفاضل، اللباب الحلاحل.. من المستكين المستجير، البائس الضرير: فإني أحمد الله العزيز القدير إليك وإلى الصغير والكبير بالرحمة العامة، والبركة التامة، أما بعد: فاغنم، واسلم، واعلم -إن كنت [لا]/ تعلم- أن من يرحم يرحم، ومن يحرم يحرم، ومن يعدل يغنم، ومن يصنع المعروف لا يعدم. وقد سبق إلي تغضبك علي، واطراحك لي، وغفلتك عني بما لا أقوم له ولا أقعد، ولا أبيت ولا أرقد! فلست بذي حياة صحيح، ولا بميت مستريح. فررت بعد الله منك إليك، وتحملت بك/ عليك، ولذلك قلت:

Página 219