139

فقام سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة فأكب عليه ساعة، فتأمله طويلا، ثم قال: نعم يا أمير المؤمنين! هذا رأس خليفتنا بالأمس، رحمة الله عليه! وعاد إلى مجلسه. فأطرق أبو العباس يفكر ساعة، ثم قام، فدخل، وتفرق الناس.

وانصرف سعيد إلى منزله. فاجتمع إليه أهله وولده وأهل بيته، فقطعوه ملامة، وقالوا: ماذا أردت إلى هذا؟!../ أشطت بدمائنا فقال: اسكتوا قبحكم الله! ألستم أصحابي بحران أشرتم علي بالتخلف عنه، ففعلت من ذلك غير فعل أهل الوفاء والشكر، وما كان ذلك حق مروان علي، وما كان يغسل عني عار تلك إلا هذه، والموت لا بد منه، وإنما أنا شيخ، هامة اليوم أو غد، فإن نجوت من القتل فما أقربني من الموت.

Página 170