الرابع: وهو الشرك الذي ركبه الله في/ قلوب العباد من الجزع والهلع وقلة الثقة بعهود الله عز وجل والإيمان به وبقدرته وثقتهم بأنفسهم وقواهم وخيلهم وعيونهم حتى إنهم ليثقون بكلابهم. ولذلك قال ابن عباس: لا تزالون تشركون، تقولون لولا كلابنا لسرقنا. وقال ابن مسعود: التولة (¬1) من الشرك. ومن هذا المعنى أخبرهم البارئ جل وعلا على قدرته الرزق فلم يؤمنوا، ووعدهم فلم يوقنوا، وضمنهم فلم يحققوا، وحلف لهم فلم يصدقوا. قال الله تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (¬2) . ثم قال: {خلقكم ثم ................. يحييكم} (¬3) . ثم قال: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} (¬4) . ثم قال: {وفي السماء....... تنطقون} (¬5) / فلما أخبر ووعد وضمن وحلف ولم يصدقوا أمرهم بالكسب والطلب والتعب والنصب فقال لهم: شدوا وجدوا وكدوا ولدوا ولن يكون إلا ما أريد.ثم أدركتهم الرحمة فجعل ذلك كله أجورا وظهورا.
باب
في البدعة والضلالة والحكم في فرق الأمة
قال الله عز وجل: {كان الناس .................................................. إلى صراط مستقيم} (¬6) . وقال رسول الله عليه السلام: «لن تجتمع أمتي
Página 392