الثالث: من أخبر الصادق بصدقه، كالذي يصدقه النبي عليه السلام ويقول عنه إنه صادق فيما يحدث به. أو ما أخبرنا عنه من أن أمته لا تجتمع على ضلالة، فكل قول اجتمعت عليه الأمة علمنا صدقه، لأن الكذب احدى الضلالات، فثبت صدقهم فيما اجتمعوا عليه.
الرابع: أن تحكى الأخبار عن جماعة كبيرة ليس في مستقر العادة سكوتهم عما حكي عنه وهم بالحضرة ولم يفعلوه ولم يقولوه.
الخامس: أن يحدث عن الرسول عليه بحضرته ولا ينكر عليه، فثبت عندنا أنه صدق؛ لأن رسول الله عليه السلام لا يقار منكرا.
السادس: ما تلقته الأمة من مستفيض/ حديث رسول الله عليه السلام بالقبول وجاوز حد الآحاد وإن لم يبلغ حد التواتر، والتواتر أولى بالصدق.
ويقع لنا العلم بكذب المحدث من ستة أوجه:
أولها: أن يحدث بما يستحيل بالعقل وجوده، كاجتماع الضدين ووجود شيء واحد في مكانين.
الثاني: أن يحدثنا عن ما تدفع الحواس والمشاهدة، وهو السفطة.
الثالث: أن يحدثنا بما يناقض الوجوه الستة الصادقة المتقدمة.
الرابع: أن يحدث عنا بخلاف ما نحده في أنفسنا.
الخامس: أن يحكى لنا خبرا عظيما قد جدث في قطر من الأقطار يحضره أهله وهم جمع كثير ولم يعرف به أحد من أهل القطر. كانتقال جبل من موضع إلى موضع، وحدوث مدينة عظيمة بين ظهراني قوم كثير ولم يروها.
السادس: أن يحدثنا عما تعجز عنه النفوس البشرية أن تفعله أو/ أنه يقدر عليه، كمعرفة عدد الرمل وورق الأشجار وقطر المطر، وعلم الغيب وعدد كل ما كان على وجه الأرض من بشر من غير معجزة ولا مكرمة.
Página 180