ومن شروط الاستثناء الاتصال بالمستثنى منه. إلا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه أجازه منفصلا إلى سنة، فهو من أهل اللسان. واستدل بقول رسول الله عليه السلام حين قال (¬1) : «والله لأغزون قريشا. ثم سكت ساعة فقال: إن شاء الله». ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دال على انفصاله، وإنما بعث مبلغا ومبينا.
فصل
والاستثناء يقع من ثلاثة أوجه: أحدها استثناء من الجنس: رأيت القوم إلا زيدا. واستثناء بعض الجملة: رأيت زيدا إلا وجهه. واستثناء من غير الجنس. وقيل:/ الاستثناء من عير الجنس لا يقع التخصيص به لأنه لا يخرج من الجملة بعض تناوله، وقيل إنه جائز. وقد وردت الوجوه الثلاثة في كلام العرب. أما الوجهان الأولان فلا كلام فيهما. وأما الثالث فقول الله عز وجل: { وما كان .... منكم } (¬2) وليست التجارة من الباطل في شيء.وهو قول النابغة الذبياني (¬3) :
وقفت فيها أصيلانا أسائلها ... ... عيت جوابا وما بالربع من أحد
إلا الأواري ما أبينها ... ... والنؤ كالحوض بالمظلومة الجلد
وقال الراجز:
... وبلدة ليس بها أنيس ... إلا اليعافير وإلا العيس
واستثنى العيس من الناس (¬4) وليست/ منهم.
فصل
Página 158