La Virgen de los Quraysh

Jurji Zaydan d. 1331 AH
63

La Virgen de los Quraysh

عذراء قريش

Géneros

قالت: «إن في ذهابي إليها شرفا عظيما، ولكن كيف أسير وحدي؟!»

قال: «أرى أن تصحبك هذه الخالة (وأشار إلى العجوز) فإن لها دالة على أختي، وذهابها معك يغنيني عن الإيصاء بك، وسأرسل معكما من يوصلكما إليها. ويحسن بك أن تطلبي أنت الشخوص إليها.» قال ذلك ونظر إليها وهو يبتسم.

ففهمت مراده وأدركت أنه يخاف أن يعلم علي أو الحسن أنه هو الذي حملها على الشخوص، فقالت: «نعم، فأنا الراغبة في المسير لأكون بجوار أم المؤمنين. أين جوادي وأمتعتي؟»

قال: «هنا عند الخالة، فامكثي عندها إلى الغد فآتي إليك بمن يسير بك إلى مكة.» قال ذلك وهم بالخروج.

فقالت له أسماء: «ولا يبرح من ذهنك أني ما زلت أتوقع اليقين عن مقتل عثمان وتفصيل ما تبرئ به نفسك.»

قال: «غدا تلاقين أم المؤمنين فاسأليها عن عثمان وهل استحق القتل وهي تجيبك بما يغنيك عن سؤالي. ألا ترضين بها حكما؟»

قالت: «أرضى». قال: «إنها من أول القائلين بقتله، ومن قولها: اقتلوا نعثلا - لقب عثمان - فقد كفر.»

وتركها محمد ومضى، فلما كان صباح الغد جاء وقد أعد جمالا وهودجا، فلما رأت أسماء الجمال قالت: «وما تلك؟» قال: «هي جمال ولا يصلح لركوب الصحراء غيرها، فإن بيننا وبين مكة بضع مراحل والطريق وعر.»

قالت: «ولكنني أوثر الفرس، وكذلك فعلت في قدومي من الشام، وقد خوفوني ركوب الأفراس في الصحراء فأبيت إلا ركوبها.»

قال: «لا يجمل بك أن تركبي فرسا ورفيقتك هذه لا تستطيع ركوبه، فاركبي الجمل فإنه أصلح لهذا الطريق واتركي جوادك هنا فلا خوف عليه. وقد علمت أن رجلا من أخوال أم المؤمنين من بني الليث واسمه عبيد بن أبي سلمة عاد إلى مكة، فعهدت إليه في أن تسيرا معه فيوصلكما إلى منزل أختي.»

Página desconocida