Cuenta Regresiva: La Historia de los Viajes Espaciales
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Géneros
بالطبع، قبل أن يمكنهم الاحتفال بالنتائج، كان عليهم أن يحققوها أولا، من خلال إطلاق «أطلس» للتحليق بكامل مداه. وانطلق أول نموذج مكتمل، متضمنا المحركات الثلاثة معا بقوة دفع 360 ألف رطل، في منتصف يوليو، ثم سرعان ما خرج عن السيطرة. ونجحت عملية إطلاق بعدها بأسبوعين في تحقيق المدى الكامل المخطط له، وهو 2700 ميل، ولكن حدت حمولة المعدات الثقيلة مرة أخرى من زيادته. وتلا ذلك عملية إطلاق قطعت مسافة 3000 ميل في نهاية شهر أغسطس، فضلا عن عملية إطلاق ناجحة مماثلة في منتصف سبتمبر.
جاءت محاولة الإطلاق الأولى بكامل المدى في 18 سبتمبر، وانتهت بانفجار الصاروخ بعد ثمانين ثانية من إطلاقه، وهو ما كان يعني أن الوقت لا يزال مبكرا جدا لإزالة المعدات من الصاروخ. على أي حال، استطاعوا الإفصاح عن مكمن المشكلات. وأعادت عملية إطلاق ناجحة أخرى الثقة إلى الجميع، وفي أواخر شهر نوفمبر كان الجميع مستعدا للمحاولة مرة أخرى لقطع الطريق حتى منتهاه.
كان الرجل المسئول عن عملية الاختبار، الرجل صاحب إصبع الإبهام الذهبي، يحمل اسم بوب شوتويل المفعم بالأمل؛ ضغط زر الإطلاق، فانطلق «أطلس» في سماء الليل، محلقا في مسار قوسي فوق القمر أثناء تحليقه عبر السماء المرصعة بالنجوم. وانفصل الصاروخ عن الصواريخ المعززة له، ثم واصل تسارع حركته حتى خفت ضوءه البراق وبدا كما لو كان معلقا في الظلام مثل نجم جديد، أسفل مجموعة نجوم أوريون. كتم شوتويل وطاقمه أنفاسهم وإحساسهم بالإثارة مدة سبع دقائق كاملة، ثم انطلقت صرخاتهم. لقد فعلوها! كان الصاروخ يرتفع في السماء بسرعة 16 ألف ميل في الساعة، متجها إلى بقعة جنوب المحيط الأطلنطي قرب جزيرة سانت هيلينا، قاطعا مسافة 6300 ميل كاملة من نقطة انطلاقه في موقع كيب كانافيرال. وعلى حد تعبير شوتويل: «عرفنا أننا نجحنا. وكان الصاروخ ينطلق كالرصاصة، ولم يكن ثمة شيء يوقفه.» وفي وقت لاحق ذلك المساء تدفقت الشمبانيا بغزارة في نزل ستارلايت، بينما حمل بعض الحاضرين مسئول عملية الاختبار فوق أكتافهم وطافوا به أرجاء القاعة.
بعد ثلاثة أسابيع بلغ الصاروخ مدارا فضائيا، وأطلق عليه اسم «سكور» (أي إحراز الهدف)، وكان اسما يليق بالإنجاز الذي حققه هذا الصاروخ. حمل «أطلس» هذا شريط تسجيله الخاص، وعليه رسالة من آيزنهاور، فضلا عن جهاز راديو يسمح بتلقي وإرسال الرسائل الإضافية. واستمرت حالة السرية المحيطة بالمشروع حتى لحظة الإطلاق، حتى إن طاقم الإطلاق في برج المراقبة لم يكن يعرف المهمة الموكلة إليه. وعندما رأى بعض أفراد الطاقم أن الصاروخ ينحرف عن مساره الطبيعي، صرخوا في وجه الضابط المسئول عن سلامة ميدان الإطلاق حتى يفجره، لكنه رفض؛ فقد كان من بين هذه القلة الصغيرة التي قوامها ثمانية وثمانون شخصا، التي كانت على علم بتفاصيل العملية بأسرها.
كانت أولى العبارات التي جاءت عبر المدار هي: «هذا هو رئيس الولايات المتحدة يتحدث إليكم، يأتيكم صوتي عبر عجائب التقدم العلمي من قمر صناعي يدور في الفضاء الخارجي. رسالتي بسيطة. أرسل إليكم وإلى الإنسانية جمعاء، عبر هذه الوسيلة الفريدة، رغبة أمريكا في تحقيق السلام على الأرض ونواياها الطيبة تجاه البشر في كل مكان.»
12
جاء دور الأمريكيين لينالوا حظهم من التفاخر والتباهي؛ حيث أعلن المسئولون عن نجاحهم في إطلاق قمر صناعي زنة 8600 رطل إلى مدار فضائي. وفي حقيقة الأمر، فإنهم لم يفعلوا ذلك. فقد كان الوزن المحسوب هو وزن معدات الاتصال المحمولة على متن القمر الصناعي والذي يبلغ حوالي 200 رطل، بينما كان الوزن المتبقي هو وزن الصاروخ الحامل للقمر الصناعي، الذي لم يكن سوى هيكل معدني خال كبير. وإذا كان السوفييت يريدون أن يمارسوا اللعبة على هذا النحو، فكان في مقدورهم أن يصرحوا علنا منذ إطلاق القمر «سبوتنيك 1» أن صاروخهم الحامل للقمر، الذي نجح أيضا في بلوغ مدار فضائي، رجح كفتهم بمقدار ما يقرب من 18 ألف رطل. على الرغم من ذلك، كان الصاروخ «سكور» حقيقيا، وكان يشير إلى نهاية عصر أولي شمل ضمن ما شمل الصاروخ «جوبيتر-سي» البديل، والصاروخ «فانجارد » الذي لم يكن يتمتع بكفاءة عالية؛ إذ كان الصاروخ يحمل رسالة تتجاوز رسالة آيك، وهي أن أمريكا تنفذ برنامج فضاء جاد، يتضمن تصميم مجموعة من صواريخ التعزيز القوية.
في تلك الأثناء، خلال أعياد الكريسماس في عام 1958، وصلت صواريخ «ثور» الأولى إلى إنجلترا، وسرعان ما صارت جاهزة. وضع الصاروخ «تايتان» الباليستي الأول العابر للقارات، الذي كان مكملا للصاروخ «أطلس»، على منصة إطلاقه في وضع استعداد لإجراء أول عملية إطلاق في أوائل العام الجديد، وهو الصاروخ الذي نجح بعد ذلك في الانطلاق. ولكن، بينما كانت مشروعات صواريخ الوقود السائل الكبرى تسير جميعا بسرعة هائلة، كان البنتاجون يضع خططا لتجاوز هذه الصواريخ. كان من المفترض أن هذه الصواريخ ستقدم خدمات جليلة في البعثات الفضائية القادمة، لكن سيثبت أنها ليست أكثر من أسلحة مؤقتة في ضوء نطاق الاستخدام العسكري المحدد لها. وكانت كل الصواريخ التي ستحل محل الصاروخ «أطلس» - وهي الصواريخ «تايتان» و«ثور» و«جوبيتر» - قيد التطوير بالفعل، وكانت تتضمن صاروخين يعملان بالوقود الصلب، وهما الصاروخ «بولاريس» لسلاح البحرية والصاروخ «مينتمان» للقوات الجوية.
انبثقت فكرة الصاروخ «بولاريس» من الغواصة النووية، إحدى ثمار عمل العقيد هايمان ريك أوفر. في البداية، في عام 1946، أراد رؤساء ريك أوفر أن يعرفوا المزيد عن الطاقة الذرية، ولم تكن زيادة السرعة القصوى - وهو ما أفضى إلى استخدام الطاقة الذرية في السفن المقاتلة الحقيقية - مطروحة على جدول الأعمال، لكن سرعان ما صار ذلك هو جدول أعمال ريك أوفر الشخصي. بدأ ذلك العام بمهمة في مختبر «أوك ريدج» النووي؛ حيث بدأ يتعلم هنا التكنولوجيا المعقدة للهندسة النووية.
كان ريك أوفر خريج الأكاديمية البحرية في أنابوليس، لكنه لم يكن بالتأكيد من أنماط الرجال الذين يمارسون الألعاب الاجتماعية التي كان يمارسها نادي الضباط. وكان معروفا بصراحته، وكان يضع معايير التميز الخاصة به ويصر على أن يلتزم بها الآخرون. وكان التميز ، في حقيقة الأمر، شغفا له. شغل أثناء الحرب منصب رئيس قسم الكهرباء في مكتب السفن، وهو منصب ربما لم يكن يتضمن إلا إدارة العقود والالتزام بالجداول الزمنية؛ ولكن، لم يكن هذا هو ما يستهوي ريك أوفر.
Página desconocida