Cuenta Regresiva: La Historia de los Viajes Espaciales
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Géneros
في ديسمبر 1956، وصل الصاروخ «آر-7» الأول الجاهز للإطلاق إلى تيوراتام؛ حيث وضع على منصة الإطلاق وأجريت له اختبارات ما قبل الإطلاق. وبدا واضحا أن كوروليف سيمتلك قريبا الوسائل اللازمة لإطلاق قمره الصناعي. ولكن، كان قد مر أقل من عام منذ بدء العمل في «المركبة دي»، ولن يتسنى الانتهاء من المركبة لبعض الوقت، وهو ما أثار احتمال أن يكون الأمريكيون هم أول من ينطلق إلى الفضاء. وقدم تيخونرافوف اقتراحا يقول فيه: «ماذا لو صنعنا قمرا صناعيا أخف وزنا وأقل تعقيدا؟ ليكن وزنه ثلاثين كيلوجراما أو نحو ذلك، أو حتى أخف؟»
أدرك كوروليف سريعا أن بإمكانه بناء مركبة فضائية كهذه باستخدام موارد المؤسسة التي يتبعها. وفي أوائل يناير 1957، كتب تقريرا يتضمن تصميم مركبتين فضائيتين؛ نموذج مبدئي يتراوح وزنه ما بين أربعين وخمسين كيلوجراما، ثم «المركبة دي» التي تزن 1200 كيلوجرام. وحصل كوروليف على موافقة، واتخذ القمر الصناعي الأول اسم «بروستيشي سبوتنيك» (وهو قمر صناعي بسيط). وكان القمر عبارة عن كرة مصقولة من الألومنيوم، تتضمن مجموعة من أجهزة الهوائي، التي تحمل جهاز إرسال لاسلكي ومجموعة من البطاريات؛ ولم يكن القمر يحمل أي معدات، لكن كان في مقدوره إرسال صافرة تنبيه واضحة يسهل استقبالها.
مع الكشف عن هذه الجهود السوفييتية واحدا تلو الآخر، كان الأمريكيون أيضا يسرعون الخطى في تنفيذ برامجهم، وكانت وكالة الاستخبارات المركزية على علم بالفعل بموقع «كابوستين يار»، الذي اكتشف أمره خلال عام 1953. وأجرت قاذفة تابعة للقوات الجوية الملكية - هي طائرة «كانبيرا» - عملية استطلاعية جريئة من ألمانيا الغربية إلى إيران؛ حيث عادت إلى مركز الصواريخ وقتها بما وصفته وكالة الاستخبارات المركزية بأنه «بعض الصور الجيدة نوعا ما».
بعد ذلك، أخذ تريفور جاردنر - الضابط في القوات الجوية - مبادرة إقامة محطة رادار قرب مدينة سامسون في تركيا، على السواحل الشمالية، واستطاعت المحطة أن ترصد بوضوح مناطق تتجاوز منطقة جبال القوقاز حتى كابوستين يار، وفي منتصف عام 1955 عثرت على صيد ثمين. يتذكر روبن متلر، أحد المديرين المساعدين في شركة «رامو وولدريدج»، أن هذه المحطة الرادارية التقطت «الجزء العلوي من مسار صاروخ باليستي، شوهد فوق بعض السلاسل الجبلية»؛ وكان هذا هو مسار الصاروخ «آر-5»، الذي صدم مداه البالغ 1200 كيلومتر (أي ما يعادل 750 ميلا) المسئولين الأمريكيين، الذين كان أفضل الصواريخ المتوافرة لديهم، وهو الصاروخ «ردستون»، لا يستطيع التحليق إلا ربع مسافة «آر-5». وفي فبراير 1956، انطلق صاروخ «آر-5» آخر من الموقع نفسه، وصاح المراقبون في منطقة الرصد بعدها بدقائق: «رصدنا بايكال». وكان الصاروخ يحمل أول رأس حربية نووية، تلك التي انفجرت بنجاح.
كان ثمة المزيد من الأخبار غير سارة في عالم القاذفات. ففي العرض الجوي في الأول من مايو عام 1954، عرض السوفييت قاذفتهم النفاثة «بيزون». وبعدها بعام، وسط تجهيزات الاستعداد للحدث نفسه، رأى المراقبون الأمريكيون تشكيلا مكونا من عشر طائرات من هذا الطراز محلقة في الجو. ووقعت المفاجأة في منتصف يوليو؛ ففي اليوم الوطني للطيران، أحصى الكولونيل تشارلز تايلور، الملحق الجوي في موسكو، ما لا يقل عن ثمانية وعشرين طائرة طراز «بيزون» أثناء تحليقها في عرض جوي في مجموعتين. وبدا بديهيا أن هذه القاذفة صارت تنتج على نطاق واسع، وسرعان ما قدرت وكالة الاستخبارات المركزية أن عدد قاذفات «بيزون» المقرر أن تدخل الخدمة بحلول عام 1960 سيصل إلى ثمانمائة قاذفة.
في حقيقة الأمر، كان تايلور قد شاهد خدعة ماكرة. فقد كانت مجموعة الطائرات الأولى المكونة من عشر طائرات «بيزون» حقيقية، لكنها غابت عن الأنظار وانضمت إلى ثماني طائرات أخرى، لتمر جميعا مرة أخرى أمام تايلور دون أن يلاحظ العدد. ولكن، مع تسرب تقديرات سرية إلى الصحافة، طلب السيناتور ستيوارت سايمونتن إجراء جلسات استماع واستخدم التقديرات المسربة في الضغط على مسئولي البنتاجون واستجوابهم فيما يتعلق بوجود «فجوة في أسطول القاذفات». وحدثت حالة من الذعر أجبرت آيك على بناء مزيد من طائرات «بي-52» يفوق ما كان مخططا له، وزيادة معدل إنتاج الطائرات المقاتلة أيضا. عكست هذه الواقعة صعوبة الإلمام بما كان يحدث في الكرملين في واقع الأمر؛ إذ لن يبني السوفييت إلا ستا وخمسين طائرة قاذفة بحلول عام 1960، بدلا من المئات كما زعم. ولكن، حتى عندما كشف المحللون عن خدعة يوم الطيران، لم يشعر المسئولون الأمريكيون إلا بقليل من الراحة. إذا كانت موسكو تحاول أن تخدع وكالة الاستخبارات المركزية، فربما يعني ذلك أنها سوف تستثمر جهدها الحقيقي في بناء الصواريخ بدلا من القاذفات.
مع ذلك، كان تطوير «يو-2» يسير على ما يرام خلال عام 1955. وفي وقت مبكر من ربيع ذلك العام، كان ريتشارد بسل وكيلي جونسون قد حلقا فوق نيفادا للبحث عن بحيرة مالحة جافة تصلح كمركز لاختبارت الإطلاق. وكانت قاعدة «إدواردز» الجوية المركز المعتاد لإجراء اختبارات الإطلاق، لكن في حين كانت هذه القاعدة ملائمة للقوات الجوية، لم تكن تتمتع بالسرية الكافية بالنسبة إلى وكالة الاستخبارات المركزية. وعثر جونسون على ضالته في بحيرة جرووم، وهو موقع تحوطه الجبال. وكانت البحيرة تقع على مسافة مائة ميل شمال لاس فيجاس، في موقع ملاصق لمنطقة يوكا فلاتس للاختبارات النووية؛ مما سهل من مهمة إقناع بسل آيزنهاور بضم هذه المنطقة إلى ذلك الموقع. ومن ثم، حصلت بحيرة جرووم على التصريح الأمني من لجنة الطاقة الذرية.
في أوائل شهر يوليو، جرى نقل قمر «يو-2» الأول من «سكانك ووركس» في صورة أجزاء في صناديق. ونقلت طائرة شحن طراز «سي-124» أجزاء القمر إلى منطقة الاختبار لتجميعه في شكله النهائي. وكان الشكل النهائي لقمر «يو-2» يشبه طائرة شراعية، ذات جناحين عملاقين. وكان الجناحان المرتخيان في هذا النموذج النهائي يساعدانه في التحليق على ارتفاعات شاهقة والطيران مسافات طويلة. وفي 29 يوليو، مع إعلان هاجرتي عن برنامج القمر الصناعي «آي جي واي»، انطلق «يو-2»، الذي كان بمنزلة النموذج الأولي لقمر «دبليو إس-117إل»، محلقا في أول رحلة طيران، وهو ما لم يكن مفترضا أن يحدث؛ إذ كان طيار الاختبار، توني ليفييه، يعتزم فقط اختبار طريقة هبوط القمر الصناعي إلى الأرض. لكن ظل القمر يحلق، بسرعة 65 ميلا في الساعة، بما لا يزيد عن سرعة سيارة على طريق سريع، وارتفع القمر عدة أقدام في الهواء. ونجحت أول عملية تحليق فعلية بعد ذلك بأسبوع، وسرعان ما أظهر قمر «يو-2» أداء متميزا.
حدث تطور أيضا في نموذج «دبليو إس-117إل». استجابت ثلاث شركات - هي «آر سي إيه» و«مارتن» و«لوكهيد» - إلى طلب القوات الجوية بالتقدم بعروض في مارس 1955. وكان عرض «لوكهيد» مثيرا على نحو التحديد؛ لأنه أشار إلى إمكانية حصول وكالة الاستخبارات المركزية على صور أوضح وأكثر عددا من خلال تجنب استخدام أساليب شركة «راند» لإرسال الصور إلى محطات أرضية. وبدلا من ذلك، فمن المفترض أن يخزن قمر «لوكهيد» الصناعي فيلمه المعرض للضوء في كبسولة محمية، تعاود الولوج إلى المجال الجوي وتهبط إلى الأرض من أجل الاسترداد الفعلي لها. وتوافق هذا الرأي مع وجهة نظر شركة «راند»، التي كانت تعد تقريرا سريا جديدا، «الاسترداد الفعلي لحمولات القمر الصناعي: استقصاء مبدئي». وصدر التقرير في يونيو 1956، في الشهر نفسه الذي ظفرت فيه شركة «لوكهيد» بالعقد.
تضمن عرض «لوكهيد» أيضا وصفا لشكل القمر الصناعي، فهو قمر أسطواني، طوله تسع عشرة قدما وقطره خمس أقدام، ويتكون الجزء الأكبر فيه من صاروخ المرحلة العليا الذي سيتولى إطلاق القمر في مداره. وكان صاروخ هذه المرحلة العليا، الذي يحمل 7000 رطل من الوقود السائل، سيستخدم محركا بقوة دفع 15 ألف رطل من إنتاج شركة «بيل إيروسيستمز» والذي كان مقررا في البداية استخدامه في دفع قنبلة محمولة على قاذفة طراز «بي-58». وكان اسمه، «أجينا»، وهو اسم نجم ساطع في مجموعة نجوم قنطورس. وكان صاروخ المرحلة العليا يوفر قوة رفع أكبر بكثير من نموذج «إيروبي-إتش آي» الذي كان يشكل المرحلة الثانية من قمر «فانجارد»، والذي صار بعد ذلك مكونا أساسيا في برنامج الفضاء.
Página desconocida