Cuenta Regresiva: La Historia de los Viajes Espaciales
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Géneros
على الرغم من ذلك، ذكرت لجنة «تي بوت» أنه «لم يكن من المنتظر في ذلك الوقت أن يستفيد برنامج الصاروخ «نافاهو» من محاولة واسعة للإسراع من إيقاع العمل في البرنامج ككل». وأوصت اللجنة بأن تختار القوات الجوية شركة أخرى لضمان توفير «محركات نفاثة ذات دفع هوائي بأداء وكفاءة ملائمين»، ودعت إلى اتخاذ «قرار فوري» فيما يتعلق باختيار شركة تتولى بناء «مكونات توجيه نافاهو المعقدة». وكان من المفترض أن يمضي الصاروخ «كروز» قدما، لكنه لم يكن ليدخل مرحلة تطوير جادة إلا في حال تراجع أهمية الصاروخ «أطلس».
فيما يتعلق بالصاروخ «أطلس»، واجهت مجموعة فون نيومان مأزقا؛ إذ كان من المفترض أن تتمكن اللجنة من التوصية بمواصلة العمل في البرنامج مباشرة، بدعوة شركة «كونفير» إلى بناء الصاروخ؛ ولكن، على الرغم من أن شركة «كونفير» كانت من كبرى الشركات العاملة في مجال بناء القاذفات، فقد كانت تنقصها الكفاءة اللازمة لتولي بناء صاروخ باليستي عابر للقارات، وكان ثمة مهندسون كثيرون في الشركة، لكنها كانت في حاجة إلى مواهب علمية كالتي جلبها ويليام بولاي إلى «نورث أمريكان». وكانت أوجه المقارنة بين الشركتين معبرة للغاية. وحتى في ظل توافر هذه المواهب، كان الصاروخ «نافاهو» الذي كانت شركة «كونفير» تطوره متوافرا فقط في صورة مكونات تجريبية، بينما بدت عملية إطلاق نموذج كامل إلى الفضاء مسألة ستستغرق سنوات. ومع ذلك، كانت متطلبات الصاروخ «نافاهو» أبسط منذ البداية مقارنة بمتطلبات الصاروخ «أطلس»، وهو ما جعل القوات الجوية تسعى إلى تطويره. كيف إذن كانت ستنجح شركة «كونفير» الأقل كفاءة من الناحية الفنية في بناء الصاروخ «أطلس» الأكثر تعقيدا؟
لم يخف التقرير شيئا: «في حين أن كثيرا من الفضل يرجع إلى شركة «كونفير» بسبب تجاربها الرائدة، ثمة قناعة راسخة لدى اللجنة بضرورة إجراء عملية إعادة تنظيم جذرية للمشروع - وهو ما يتجاوز إطار عمل شركة «كونفير» - إذا كان الهدف هو الحصول على مركبة مفيدة للأغراض العسكرية خلال فترة زمنية معقولة.» طالب التقرير بإجراء سلسلة جديدة من الدراسات التصميمية «تستند إلى العلم الأساسي على نحو ملائم»، كما طالب التقرير أيضا باختيار إدارة جديدة، واقترح أن تناط إليها مسئولية توجيه المشروع بالكامل. ووضع التقرير بعد ذلك مجموعة من التوصيات المحددة: «ترى اللجنة أنه في الوقت الحالي لا يمكن تسريع إيقاع العمل في المشروع على نحو فعال من خلال توفير مصادر تمويل ضخمة، والتجميد المبكر لعمليات التصميم، وتخطيط الإنتاج. ومع ذلك، تتوقع اللجنة أن المجموعة الجديدة المشار إليها أعلاه ستصبح في غضون عام واحد في وضع يمكنها من تقديم توصية تفصيلية بوضع برنامج موسع معاد توجيهه، يتضمن جداول زمنية أكثر تقاربا، وهو ما سيتطلب على الأرجح زيادة الدعم المالي وإيلاء المشروع أولوية مرتفعة.»
6
استجابة إلى الإنجاز الذي تحقق في تصميم الأسلحة النووية، أشار التقرير على وجه خاص إلى المسافات المسموح بها في إخطاء الهدف، أو بلغة القوات الجوية، احتمال الخطأ الدائري: «يجب تقليل قيمة احتمال الخطأ الدائري في المعدات العسكرية من الارتفاع الحالي (1500 قدم) إلى ميلين، وربما ثلاثة أميال بحرية على الأقل.» وكان من المفترض بذلك أن تخلف الرأس الحربية في الصاروخ «أطلس» آثارا انفجارية تصل إلى نصف ميجا طن.
منح تقرير لجنة «تي بوت» أساسا لجاردنر لاتخاذ خطوات عملية، ولكي يمضي مشروع «أطلس» قدما، ويظفر بالأولوية اللازمة، كان يحتاج إلى دعم من رئاسة الأركان ومجلس الأمن القومي والرئيس؛ ولكن، في خضم الأحداث الأخيرة، صار من المحتمل التصديق على توصيات التقرير سريعا والعمل في برنامج الصاروخ «أطلس» بأقصى سرعة.
في أبريل 1950، بعد أشهر قليلة من اختبار أول قنبلة ذرية سوفييتية، كانت وكالة الاستخبارات المركزية قد قدمت تقريرا مفاده أن مائتي قنبلة ذرية قادرة على هزيمة الولايات المتحدة في أي حرب، وأن موسكو ربما تمتلك هذا العدد من القنابل «في الوقت ما بين منتصف عام 1954 ونهاية عام 1955»؛ وهو ما جعل عام 1954 عاما خطرا. وفي مايو 1950، أشار كيرتس لوماي، رئيس القيادة الجوية الاستراتيجية، إلى عام 1954 باعتباره «العام الحاسم الذي يجب أن نكون مستعدين فيه لمضاهاة القوة العسكرية الكاملة للاتحاد السوفييتي والرد عليها بفاعلية». وبالفعل، حل العام الخطر على البلاد، وزادت القنبلة السوفييتية القوية التي جرى اختبارها بنجاح في أغسطس 1953 من خطورة التحذير من عام 1953.
كان ثمة خطر إضافي يتمثل في تطوير الصواريخ؛ ففي مارس 1953، انطلق للمرة الأولى الصاروخ «آر-5»، الذي بلغ مداه الأولي ألف كيلومتر. ونصت مسودة تقرير لجنة «تي بوت» - مشيرة إلى أن «المعلومات الاستخبارية جرى تقديمها إلى اللجنة» - على أن «معظم الأعضاء يعتقدون أن الروس ربما يسبقوننا كثيرا في مجال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات». وكان الروس يبنون أيضا قاذفات جديدة؛ فقد انطلق نموذج «بيزون»، الذي يعمل باستخدام محرك نفاث، في رحلته الأولى في يناير 1953. وبالإضافة إلى ذلك، كان أندريه تبوليف قد ظفر بموافقة ستالين على بناء أسطول من القاذفات «تي يو-95» ذات المحركات التوربينية، التي يكفي مداها لتوجيه ضربة إلى الولايات المتحدة.
حذر تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية في منتصف عام 1953 من أن «الولايات المتحدة تخسر، إن لم تكن قد خسرت بالفعل، حصانتها المتواجدة منذ حين، في هجوم يشل قدراتها، وتخسر معه ميزتها الاستراتيجية الهائلة في قدرتها على إجراء عمليات نشر القوات الواسعة النطاق والمدبرة عادة، التي أجرتها بعد يوم بدء العملية». وأضاف تقرير متابعة، في فبراير 1954، أن السوفييت قد يتمكنون في غضون ثلاث سنوات من نشر خمسمائة قاذفة «تي يو-95»؛ ومن ثم، إذا قامت الحرب، فمن المنتظر أن تحارب أمريكا بأسلحة متوافرة فعليا.
عند مراجعة قرارات السياسة في ذلك الوقت، يجد المرء مواقف كارثية تتعارض مع المنطق الحديث كثيرا؛ على سبيل المثال: عند إعداد تقرير مجلس الأمن القومي الصادر عام 1950، الذي صار يعرف باسم «إن إس سي-68»، كان المستشار الرئاسي بول نيتشه قد كتب أن نظام ستالين «يحركه اعتقاد أخرق جديد، يتعارض مع اعتقادنا، ويسعى إلى فرض سلطته المطلقة على بقية دول العالم». وفي إطار مطالبته بتطوير «سريع ومستدام للقوة السياسية والاقتصادية والعسكرية للعالم الحر»، أكد نيتشه على أن «اعتبارات الميزانية يجب أن تلي في أهميتها الحقيقة الجلية التي تتمثل في أن استقلالنا كأمة ربما يكون معرضا للخطر».
Página desconocida