Cuenta Regresiva: La Historia de los Viajes Espaciales
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Géneros
بينما كان جروتروب يواصل تطوير هذه التصميمات خلال عامي 1947 و1948، طور كوروليف، الذي كان يعمل بصورة منفصلة، تصميما يحقق تحسنا مشابها في تصميم هيكل خفيف الوزن لكنه لا يوفر قوة دفع مماثلة. وعلى أية حال، كانت محركات كوروليف مستوحاة من جلشكو، الذي لم يكن مستعدا للانتقال إلى مرحلة تصميم دورة مولد غاز، بل كان يفضل الاستمرار في استخدام أول أكسيد الهيدروجين المستخدم في الصاروخ «في-2». ومن خلال حسم عمليات خفض الوزن على هذا النحو، كان من المنتظر أن يبلغ مدى هذا الصاروخ ستمائة كيلومتر؛ أي ضعف مدى الصاروخ «في-2» إن لم يكن ثلاثة أضعاف مداه. ولكن الصاروخ كان لا يزال غير قادر على حمل قنبلة ذرية. وعلى الرغم من أن هيكله الخفيف الوزن كان يمثل ميزة مهمة، فإن اعتماده على تكنولوجيا محرك «في-2» كان يعني أن النموذج الجديد لم يكن يمثل إلا نصف خطوة فقط نحو المستقبل. وفي وقت مبكر يرجع إلى أبريل 1947، قدم كوروليف فكرة تصميم مبدئي إلى وزير التسليح أوستينوف، ودخل التصميم الجديد طور التطوير تحت اسم «آر-2».
في تلك الأثناء، في خضم دراسات التصميم هذه، ظلت مسألة إطلاق بعض صواريخ «في-2» التي كان يجري إنتاجها معلقة. وكان الاتحاد السوفييتي في حاجة إلى موقع اختبارات، وعثر المسئولون في وزارة أوستينوف على ضالتهم قرب مدينة كابوستن يار، على مسافة خمسة وسبعين ميلا شرق ستالينجراد، وكان ثمة خط سكة حديد يمر عبر الموقع، إلا أن المنطقة كانت مهجورة تماما لدرجة أنه لم تكن ثمة أي مدينة أخرى قرب طريقها. وكتب أحد الأشخاص الذين زاروا الموقع واصفا إياه: «سهول جرداء، لا حياة فيها، تهب عليها رياح جافة تثير الأتربة المتراكمة وبقايا النباتات في كل مكان ؛ وهي خالية تماما من الماء .» وكان يشيع وجود الجمال. وعاش العاملون في خيام، بينما اتخذ موظفو المشروع الأوفر حظا أماكن إقامة لهم في عربات القطارات. وكان الأمن الصناعي في أدنى مستوياته؛ فلم يكن يعبأ إلا قليلون عندما كان أحد العمال يلقى حتفه من جراء السقوط من سقالة مرتفعة، أو عندما كانت إحدى العوارض الصلب تنحل وتقع على أحد عمال اللحام، وتقضي عليه.
أصبح لدى أوستينوف في ذلك الوقت دفعتان من صواريخ «في-2»، إحداهما من ألمانيا والأخرى من مركز «إن آي آي-88»، وبدأت اختبارات الإطلاق في أكتوبر 1947. كانت عملية الإطلاق الأولى مهمة بما يكفي لجذب أنظار أوستينوف إلى كابوستن يار، وعندما ارتفع الصاروخ «في-2» بنجاح إلى أعلى وهبط سالما باتجاه أفقي، عانق أوستينوف كوروليف عناقا حارا وراقصه. وتذكر السيدة جروتروب أن المسئولين الكبار «قفزوا لأعلى ولأسفل مثل الأطفال الصغار، ثم أمسكوا بزجاجات الفودكا وثملوا تماما.» كان لدى أوستينوف ما يدعوه للاحتفال؛ فبعد عامين فقط من انتهاء الحرب، صار على وشك تحقيق إنجاز يضاهي الإنجاز الألماني في مجال الصواريخ.
على الرغم من ذلك، اقترح كوروليف خططا تتجاوز كثيرا ما كان يستطيع بناءه وإطلاقه، وأجريت تجربة الإطلاق الأولى لنموذج «آر-2» التجريبي بعد ذلك بعامين، ولم يكن من المقرر إجراؤها حتى سبتمبر 1949. لكن خلال أواخر عام 1947 وعام 1948، بدأ كوروليف يفكر بصورة متزايدة في صاروخ يبلغ مداه 3000 كيلومتر باسم «آر-3»، في إطار عمل مكتب التصميمات الخاص به، وكجزء من العمل المكمل لمجموعة جروتروب. وكان من المنتظر أن يظل هذا الصاروخ مفتقرا لإمكانية بلوغ المدى العابر للقارات، ولم يكن يستطيع إصابة أهداف في الولايات المتحدة، ولكنه كان دفعة في توسيع نطاق ما يمكن أن يسعى كوروليف إلى تحقيقه.
مع استمرار الحرب الباردة، واصل مصمم الطائرات أندريه تبوليف تقديم نماذج محسنة من الصاروخ «تي يو-4» الذي يعمل باستخدام المكابس، المحاكي لقاذفة «بي-29» الأمريكية. وبشرت النماذج الجديدة بآماد أبعد، لكن سرعاتها البطيئة كانت تعرضها للإسقاط من قبل الصواريخ الاعتراضية النفاثة. وأثار هذا الأمر استياء ستالين، فدعا إلى عقد اجتماع في الكرملين في يوليو 1949، وتحدث إيجور كرتشاتوف عن أبحاثه الأخيرة حول القنبلة الذرية، التي لم يكن يفصلها عن أول اختبار ناجح سوى شهر واحد، وغطى تقريره على تقرير كوروليف، الذي لم يكن نموذج صاروخه «آر-3» موجودا إلا في صورة دراسات خاصة بالتصميم.
قال ستالين: «نريد سلاما طويلا، راسخا. لكن تشرشل داعية حروب من الطراز الأول، ويخاف ترومان من الأمة السوفييتية مثلما يخشى الشيطان رائحته النتنة. إنهم يهددوننا بشن حرب ذرية، لكننا لسنا اليابان؛ لذا، أيها الرفيق كرتشاتوف، وأنت، أيها الرفيق أوستينوف، وأنت أيضا (مستديرا نحو كوروليف) يجب أن تسرعوا! هل ثمة أسئلة أخرى؟»
3
في ديسمبر 1949، استجاب كوروليف إلى أمر ستالين بتقديم اقتراح رسمي حول نموذج الصاروخ «آر-3» بمدى 3000 كيلومتر. وصمم كوروليف النموذج كصاروخ من مرحلة واحدة، متفاديا بذلك مشكلة تشغيل مرحلة ثانية. واعتمد كوروليف كذلك على دراسات أجراها جلشكو على نموذج محرك جديد، كان يطمح إلى تحقيق قوة دفع تبلغ 260 ألف رطل، وهو ما كان خطوة جريئة حقا، تتجاوز مجال التصميم الذي كانت توفر فيه الخبرة المستقاة من نموذج الصاروخ «في-2» دليلا استرشاديا. وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن ثمة ما يضمن أن تتيح الوسائل المتوافرة إمكانية تحويل هذا النموذج إلى صاروخ حقيقي جاهز للعمل.
على الرغم من ذلك، دخلت فرحة جديدة في عالم كوروليف الشخصي؛ إذ كان زواجه قد بدأ يفقد بريقه، خاصة عندما دخلت حياته مطلقة شابة وجميلة، تدعى نينا كوتنكوفا، وكانت تعمل لديه مترجمة، ووقعت في غرامه. وكانت زوجته، زينيا، تعيش في وسط مدينة موسكو، بينما كان كوروليف يقيم في شقة قرب عمله، خارج المدينة، في المبنى الذي كانت شقة نينا تقع فيه. وفي عام 1948 طلق كوروليف زينيا التي شعرت بحنق شديد حيال ذلك، ثم تزوج نينا في العام التالي.
شهد شهر أبريل من عام 1950 لحظة مشرقة في حياة كوروليف المهنية؛ إذ حصل كوروليف على ترقية. وكان فريق التصميم الذي يشرف عليه تحت اسم القسم 3، يعمل ضمن القسم الهندسي في مركز «إن آي آي-88». أصبح كوروليف مديرا للقسم كله؛ حيث أصبح مسئولا عن الصواريخ على اختلاف مداها. ومع تقدم العام، أطلق مشروعين جديدين كانا سيتوليان بناء أول صاروخين في بلاده قادرين على حمل رءوس نووية، وهما «آر-11» و«آر-5».
Página desconocida