Cuenta Regresiva: La Historia de los Viajes Espaciales
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Géneros
6
كانت الصواريخ الصغيرة المصنوعة منزليا توفر لطاقم عمله مقدمة أساسية في المجال، لكن بولاي كان يعرف حق المعرفة أن أفضل خبراء صواريخ في العالم هم الاختصاصيون الذين يعملون ضمن فريق فيرنر فون براون، الذين كانوا في ذلك الوقت لا يفعلون شيئا في فورت بليس. وضم بولاي عددا كبيرا منهم، وفيهم ديتر هوزيل، الذي كان يعمل مساعدا لفون براون. ثم سرعان ما صار الخبراء في شركة «نورث أمريكان» يباشرون عملهم على مخططات «في-2» الأولية؛ حيث كانوا يبنون نسخا من محركه الصاروخي ويجرون اختبارات عليها.
كان المحرك الذي صمموه أقوى محرك صاروخي في العالم، بيد أن بولاي كان يرى إمكانية إجراء الكثير من التعديلات. وكان أحد الموضوعات الخلافية المتكررة يكمن في استعداده لحقن وقود الدفع وخلطه داخل غرفة الدفع؛ إذ كان الصاروخ «في-2» الكبير قد أدى هذه المهمة الضرورية باستخدام تكنولوجيا بسيطة مستوحاة من محرك الصاروخ «إيه-3» الأصغر حجما. وكان الصاروخ «إيه-3» قد استخدم «كأس احتراق»، وهو عبارة عن كأس مقلوبة ذات رأس نحاسي يبرز من المنتصف. وكان الكحول يتناثر في الداخل من خلال ثقوب صغيرة في جدار الكأس، بينما كان الأكسجين السائل يتدفق إلى الخارج نحو الكأس من خلال ثقوب مشابهة في الرأس المركزي، وهو ما كان يتلاءم مع قوة دفع محرك «إيه-3» البالغة 3300 رطل. لكن محرك «إيه-4» الأكبر حجما كان في حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك.
كان محرك «إيه-4» في حاجة إلى حاقن، وهو عبارة عن طبق دائري مسطح يوضع أعلى غرفة الدفع وتتخلله قنوات، مثل رأس دش ذي ثقوب. وكان الوقود والأكسجين السائل، اللذان كانا يتناثران من القنوات كما يتدفق رذاذ المياه من الدش، يختلطان ويحترقان. ولكن الحواقن تستغرق وقتا لتطويرها، وكان فالتر تيل، رئيس قسم تطوير المحركات، في عجلة من أمره، ولكي يحقن وقود الدفع الخاص بمحرك «إيه-4»، استقر رأيه على وضع ثماني عشرة كأس احتراق تقليدي في محرك «إيه-3» أعلى غرفة الدفع. وكان لكل كأس قناة الأكسجين السائل الخاصة بها، وهو ما جعل أحد الزملاء يشير إلى «محرك الثماني عشرة كأسا» هذا باعتباره «شيئا رهيبا في حجمه وقوته وتعقيده، وكابوسا لأي سمكري». حاول تيل بناء حاقن حقيقي لكنه واجه صعوبات، ومثلما كتب أحد القادة قائلا: «الحرب لن تنتظر د. تيل.» ومات تيل في غارة قصف جوي بريطانية في عام 1943، وكانت الحرب على وشك الانتهاء قبل أن ينجح مهندسوه في بناء نموذج ناجح وقابل للتشغيل.
بالنسبة إلى بولاي، كان تصميم حاقن مناسب يمثل ما هو أكثر بكثير من تصميم محرك أبسط؛ فمن الممكن أن يمهد هذا الحاقن الطريق لتصميم صواريخ ذات قوة دفع أكبر؛ نظرا لأن حواقن تلك المحركات ربما تأتي في شكل مجموعة من التحسينات المباشرة في التصميم الأساسي. بيد أن بولاي لم يتمكن من إجراء الاختبارات اللازمة في ساحة انتظار السيارات التي كان يجري فيها أبحاثه؛ إذ كان يحتاج إلى مجموعة كبيرة من منشآت اختبارات الصواريخ.
يتذكر آتوود تلك الأحداث قائلا: «أجرينا بحثا واسعا في المنطقة، ولم تكن مكتظة بالسكان آنذاك، وعثرنا على هذه الأرض في سانتا سوزانا باس، أعلى التل.» كانت هذه الأرض ملكا لعائلة تدعى دانداس، وكانت قد سمحت لطواقم أفلام هوليوود باستخدامها لتصوير الأفلام الغربية. وكانت الأرض مقفرة وقاحلة، ومليئة بالجلاميد المستديرة المائل لونها إلى الحمرة؛ مما يوفر إطلالات رائعة على وادي سان فرناندو المجاور. ولكن الأرض كانت شديدة الوعورة، حتى إن زملاء بولاي كانوا يستخدمون سيارة جيب للتنقل في أرجائها.
في أوائل عام 1947، استأجرت شركة «نورث أمريكان» الأرض، ثم أقامت مركزا لاختبارات صواريخ بتكلفة 713 ألف دولار أمريكي من أموال الشركة، وهو ما كان يعتبر مبلغا طائلا في ضوء ندرة المال في فترة ما بعد الحرب؛ لكن الأمر كان يستند إلى تصريح بأن الصواريخ تمثل مستقبل الشركة ، وأن آتوود وكيندلبرجر كانا عاقدي العزم على أن يكونا في الصدارة وأن يقودا جهود التطوير.
في تلك الأثناء، كان بولاي يضع أسلوبا مبتكرا للغاية لعلاج مشكلة تصميم الصواريخ الموجهة البعيدة المدى، وكان بولاي يعي تماما اهتمام القوات الجوية بصواريخ «كروز» ذات الدفع النفاث، لكنه كان يعلم أن هذه الصواريخ ستحلق بسرعة أقل من سرعة الصوت، وربما يسهل إسقاطها بواسطة الصواريخ الاعتراضية أو نيران المدفعية المضادة للطائرات. وكان من المتوقع أن يحلق صاروخ باليستي عابر للقارات على ارتفاع شاهق وبسرعة بالغة بما يتعذر معه إسقاطه، بيد أن مشكلاته الفنية حالت دون إنتاجه، وأعطى أسلوب بولاي الأمل في إمكانية الجمع بين بعض من أكثر الخصائص جاذبية في كلا النوعين من الصواريخ.
دعا بولاي إلى تصميم صاروخ مجنح ينطلق بسرعة كبيرة باستخدام المحركات النفاثة ذات الدفع الهوائي، وكان من المتوقع أن يحلق هذا الصاروخ على ارتفاع أعلى وبسرعة أكبر مما لو كان يعتمد على استخدام المحركات النفاثة التوربينية، وألا تتمكن نيران العدو من إسقاطه بسهولة. ولكن، لم تكن سرعته كبيرة للغاية؛ مما يجعله يحترق كالنيزك. وواصل نظام التوجيه في هذا الصاروخ الاعتماد على نظم التوجيه الآلي في الطائرات، وربما لا تكون عملية التوجيه على القدر نفسه من الأهمية مثلما في عملية توجيه صاروخ باليستي عابر للقارات. كما كان من المتوقع أن تكون هذه المحركات الصاروخية في حقيقة الأمر أقل تعقيدا بكثير بحيث يبدأ العمل عليها فورا، وأطلق على النموذج اسم «نافاهو»، وهو ما كان يعكس نزوع شركة «نورث أمريكان» إلى إطلاق أسماء تبدأ بحرفي «إن إيه»، وهما نفس الحرفين اللذين يبدأ بهما اسم الشركة. وبدعم قوي من القوات الجوية، سرعان ما برز الصاروخ «نافاهو» باعتباره محور تركيز أعمال تطوير الصواريخ في مرحلة ما بعد الحرب.
أوضح التصميم المبكر للصاروخ «نافاهو» أن طريقة تفكير بولاي ظلت تعبر عن التأثير القوي لنموذج «في-2»؛ فقد كان «نافاهو» عبارة عن صاروخ كبير يشبه نموذج «في-2»، وبه محرك وحيد في الذيل، فضلا عن زوج من الأجنحة القصيرة وزعانف رأسية علوية وسفلية. وكانت كل زعنفة توضع على محرك نفاث ذي دفع هوائي عند الطرف، على غرار محركات باك روجرز. وكان الألمان قد بنوا نموذجا مجنحا مشابها من الصاروخ «في-2» في عام 1945، وإن كان دون الاعتماد على المحركات النفاثة ذات الدفع الهوائي. وحلق «نافاهو» بسرعة تزيد عن 2600 ميل في الساعة، مما جعله يتفوق على الصاروخ «في-2» في مداه ليصل إلى 750 كيلومترا، وهو ما كان يكفي لبلوغ جلاسكو. وباستخدام المحركات النفاثة ذات الدفع الهوائي، توقع بولاي أن يصل مدى «نافاهو» إلى ألف ميل.
Página desconocida