Cuenta Regresiva: La Historia de los Viajes Espaciales

Muhammad Sacd Tantawi d. 1450 AH
156

Cuenta Regresiva: La Historia de los Viajes Espaciales

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

Géneros

مثل انفجار «أبولو» انتكاسة شديدة الوقع، وسرعان ما مر السوفييت بمأساة مشابهة مع «سويوز». أجريت ثلاث رحلات تأهيلية غير مأهولة لمركبة «سويوز»، انفجرت المركبة في إحداها على منصة الإطلاق؛ لم ينجح سوى بعثة واحدة في العودة بسلام، وتعين انتشالها من بحر آزوف بعد غرقها هناك. على الرغم من ذلك، شرع السوفييت في أبريل 1967 في إطلاق مركبتين من مركبات «سويوز» الفضائية، في بعثة ثنائية أخرى؛ كان من المقرر أن تحمل إحداهما رائد فضاء واحدا، هو فلاديمير كوماروف، الذي كان قد ترأس بعثة «فوسخود» التي كانت تقل على متنها ثلاثة من رواد الفضاء في عام 1964، في حين كان من المقرر أن تحمل مركبة «سويوز» الثانية طاقما من ثلاثة رواد فضاء، وأن تلتقي بالمركبة الأولى وتلتحم بها؛ ثم كان اثنان من رواد الفضاء الثلاثة سيشقان طريقهما إلى مركبة «سويوز» الأولى، ثم تعود كلتا المركبتين إلى الأرض.

حلق كوماروف بمركبته في مدار فضائي، لكن لم يعمل أحد الألواح الشمسية؛ فأدى نقص الطاقة الناتج إلى عدم امتلاكه الطاقة اللازمة لمركبته لإتمام عملية الالتقاء؛ لذا ظلت مركبة «سويوز» الثانية قابعة على الأرض. صرخ متجهما، بينما كان يحاول بإصرار ضبط نظم التحكم العقيمة على متن المركبة: «آلة ملعونة، لا شيء مما أضع يدي عليه يعمل!» نجح في الحفاظ على توازن مركبته، لكنه عاد من مداره بعد يوم واحد فقط.

مر نظام المظلات بتجارب موسعة في بعثات مدارية غير مأهولة؛ لكن هذه المرة، لم تنفتح المظلة الرئيسية، بينما علقت مظلة احتياطية بالمظلة الأولى؛ اصطدمت مركبته بالأرض بسرعة كبيرة وأردته قتيلا. كانت وفاته تشبه وفاة طاقم «أبولو». بينما كانت «أبولو» تفتقر إلى الفتحة السريعة الإعتاق التي كانت من مكونات مركبة «ميركوري»، لم يكن في مركبة «سويوز» التي قادها كوماروف أي مقعد قذفي شخصي كالموجود في مركبة «فوستوك». كانت «سويوز» مركبة تقل على متنها ثلاثة من رواد الفضاء، ومثلما كان في نموذج «فوسخود» السابق، كانت المقاعد القذفية ستتطلب وزنا ومساحة أكثر من اللازم.

لكن، إذا كانت عملية هبوط مظلي بسيطة من شأنها أن تودي بحياة رائد فضاء، فإن مهمة الدوران حول القمر المخطط لها تشكل خطرا أكبر بكثير. عاودت مركبة «زوند»، وهي أحد نماذج مركبة «سويوز»، الولوج إلى المجال الجوي بسرعة فائقة. لو كانت زاوية الولوج حادة للغاية، لتأثرت المركبة بقوى جذب وتباطؤ فائقة، وهو ما يعرض طاقمها إلى قوى جاذبية كفيلة بأن تعرض أفراده للإصابة أو القتل؛ لذا تعين إبقاء الكبسولة في طبقة الجو العليا لوقت كاف لخفض سرعتها بسلام، قبل هبوطها النهائي.

واجهت «أبولو» المشكلة نفسها، وتوصلت إلى حل لها من خلال مركبة معاودة ولوج إلى الغلاف الجوي توفر قدرا بسيطا من قوة الرفع. تمكن رواد الفضاء من استخدام قوة الرفع هذه في تشكيل مسارهم أثناء ولوج الغلاف الجوي، مع الحفاظ على ارتفاعات مثالية أثناء الولوج. بالإضافة إلى ذلك، سار ترتيب عملية الرفع على غرار الأسلوب المتبع في «جيميني»، التي كانت قد استخدمت عملية الرفع عند معاودة الولوج للتحكم في الهبوط والنزول في موقع محدد. لكن، كانت قوة الرفع بمركبة زوند أقل كثيرا أثناء ولوج الغلاف الجوي، وواجهت مهمة شاقة للغاية.

كان من المقرر أن تسلك «زوند» عند عودتها من القمر مسارا عبارة عن نطاق مقبول من الارتفاعات لا يزيد عن ستة أميال من أعلى إلى أسفل؛ في هذا المسار، كانت «زوند» ستفقد بعض سرعتها من جراء المقاومة التي يسببها الغلاف الجوي نتيجة الاحتكاك به، وكانت ستتباطأ سرعة ولوجها من سبعة إلى حوالي خمسة أميال في الثانية. كان من المقرر أن تخرج المركبة إلى الفضاء لفترة قصيرة، ثم تعود إلى مسار ولوج تقليدي، كما لو كان من مدار فضائي. كان هامش الخطأ محدودا للغاية في حقيقة الأمر؛ إذا قل الارتفاع أكثر مما ينبغي، فسيواجه رواد الفضاء قوى جاذبية زائدة؛ وإذا زاد الارتفاع أكثر مما ينبغي، فستنطلق المركبة إلى الفضاء مثل حجر مسطح فوق بركة مياه، خاسرة بعض سرعتها، وقبل أن تعاود الولوج إلى الغلاف الجوي لإجراء محاولة مرور ثانية، كانت كمية الأكسجين المتوافرة لأفراد الطاقم ستنفد ويلقون حتفهم.

لذلك، قبل أن تتأهل «زوند» لحمل رواد فضاء، كان عليها أن تثبت أولا من خلال تجربة طيران حقيقية قدرتها على العثور على المسار في ظل التحكم الآلي؛ لكن، إذا نجحت، فربما تتمكن موسكو من الفوز على الأمريكيين في سباق الصعود إلى القمر. كانت مهمة الدوران حول القمر تتضمن فقط إرسال طاقمها في دورة سريعة حول الجانب المظلم من القمر، بيد أن هذا سيكفي لتأهل البعثة لتكون أول رحلة مأهولة إلى القمر. ربما لن تبدو الإنجازات التالية لذلك - أول شخص يدور حول القمر أو أول أشخاص يهبطون على سطحه - أكثر من مجرد تطورات في الاتجاه ذاته.

خلال خريف عام 1967، سعت مهمتا إطلاق مركبتي «بروتون» إلى إجراء رحلات طيران تجريبية غير مأهولة؛ في الرحلة الأولى، توقف أحد المحركات الستة في صاروخ المرحلة الأولى؛ وفي الرحلة الثانية، توقف أحد المحركات الأربعة في صاروخ المرحلة الثانية . أدت قوة الدفع غير المتوازنة في كلتا الحالتين إلى فشل محاولتي الإطلاق؛ لكن في أوائل شهر مارس عام 1968، انطلق صاروخ التعزيز بنجاح، قاذفا بمركبته «زوند 4» لمسافة قمرية. لم تقترب المركبة من القمر، بل على العكس حلقت في الاتجاه المعاكس، في مسار بسيط أمكن من خلاله إجراء تدريب خالص على ولوج الغلاف الجوي. لم تنجز المركبة هذه الرحلة بنجاح؛ إذ ولجت المركبة الغلاف الجوي بزاوية حادة جدا، نظرا لخلل ما على متن المركبة أدى إلى خطأ في السيطرة على الاتجاه. سقطت «زوند 4» في مكان بعيد عن منطقة استرجاعها، حيث انفجرت أثناء طيرانها عندما ضغط أحد المراقبين الأرضيين على زر إطلاق شحنة متفجرة على متنها، وهو إجراء احترازي كي لا تقع في أيد معادية. مع ذلك، شكلت الرحلة خطوة مهمة نحو القمر.

مركبات فضائية مأهولة عام 1970: في أعلى الصورة، مركبة الإنزال القمري ومركبة «أبولو» الأمريكيتان، حيث تظهر مركبة «أبولو» في وضع التحام مع مركبة الإنزال القمري. وفي أسفل الصورة، المركبتان «زوند» و«سويوز» السوفييتيتان، بالإضافة إلى شكل لمقياس الرسم (دان جوتييه).

في الوقت نفسه، كانت ناسا تتعافى من كارثة «أبولو» التي حدثت منذ عام مضى. قبل ذلك الحريق، كانت ناسا قد أهلت مركبة «إس-4 بي» ومركبة «أبولو» الفضائية، في رحلات طيران ناجحة للصاروخ «ساتورن 1-بي». ثم في نوفمبر 1967، سجل الصاروخ «ساتورن 5» الكامل نجاحا، وهو ما برر بوضوح إصرار جورج مولر على إجراء اختبار شامل. كان صاروخا المرحلتين الأولى والثانية يحلقان للمرة الأولى، وكل منهما يشتمل على خمسة محركات. عمل كل شيء على نحو جيد، بينما انطلق هذا الصاروخ العملاق الذي يبلغ طوله 363 قدما في الفضاء، فوق عمود ساطع من اللهب الأبيض المائل للاصفرار. في أحد استوديوهات محطة «سي بي إس نيوز»، صاح المذيع والتر كرونكايت قائلا: «يا إلهي! مبنانا يهتز، سقط جزء من السقف هنا!» كان صوت الهدير مرتفعا كصوت ثوران بركاني هائل، وشاهد الناس صعود الصاروخ في جاكسونفيل، على مسافة 150 ميلا.

Página desconocida