وإنما تعرف مكانة المرأة التي وصلت إليها بفضل محمد ودينه، متى عرفت مكانة المرأة التي استقرت عليها في الجاهلية، ومكانة المرأة التي استقرت عليها في عصره - وبعد عصره - بين أمم أخرى غير الأمة العربية ...
وقياسان اثنان كافيان لبيان الفارق البعيد بين ما كانت عليه المرأة في الجاهلية وما صارت إليه بعد رسالة محمد.
كانت متاعا يورث ويقسم تقسيم السوائم بين الوارثين، فأصبحت بفضل الإسلام ونبيه صاحبة حق مشروع، ترث وتورث ولا يمنعها الزوج أن تتصرف بمالها وهي في عصمته كما تشاء.
وكانت وصمة تدفن في مهدها فرارا من عار وجودها، أو عبئا تدفن في مهدها فرارا من نفقة طعامها، فأصبحت إنسانا مرعي الحياة، ينال العقاب من ينالها بمكروه. ولم تكن في البلاد الأخرى بأسعد حظا منها في البلاد العربية.
فلا نذكر شرائع الرومان واستعبادها للنساء. ولا نذكر المتنطسين في صدر المسيحية وتسجيلهم عليها النجاسة وتجريدهم إياها من الروح.
وكفى أن نذكر عصر الفروسية الذي قيل فيه إنه عصر المرأة الذهبي بين الأمم الأوروبية، وإن الفرسان كانوا يفدون النساء بالدم والمال ...
الفروسية عصر الحصان لا المرأة
فهذا العصر كان كما قال الدارسون له: عصر الحصان، قبل أن يكون عصر المرأة أو عصر «السيدة المفداة».
وقد أجمله جون لانجدون دافيز صاحب «التاريخ الموجز للنساء»
1
Página desconocida