يقدر خلق يزيد في عمره
فبكى عمر حتى بل لحيته، ثم قال: صدقت يا أعرابي.
وكان عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية يذكران مصاب أهل بدر، فقال صفوان: والله ما إن في العيش بعدهم خير. فوافقه عمير، وهو يقول كالمعتذر من تخلفه عن الثأر: أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي؛ لركبت إلى محمد حتى أقتله.
فقال صفوان يحرضه: علي دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، ولا يسعني شيء ويعجز عنهم.
فوقع كلامه من نفس عمير، فأسر إليه بعزمه على الغدر بالنبي، وشحذ سيفه وسمه، ثم انطلق حتى قدم المدينة.
فما نظر إليه متوشحا بالسيف حتى أوجس منه، وهمس لمن معه: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، ما جاء إلا لشر، وهو الذي حرش بيننا وحزرنا
9
للقوم يوم بدر. ثم دخل على النبي فأخبره خبره، وعاد إلى عمير، فأخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه
10
بها، وقال لرجال من الأنصار: ادخلوا على رسول الله
Página desconocida