قال: «وكيف عرفته؟ لعله من نظمك؟»
فقال: «نعم.»
قال: «وما الذي حملك على نظمه؟»
فقال: «حملني على ذلك أمر عرفته، وعلمت أن ليس بين رجال بطانتك من يجرؤ على أن
فلجأت إلى هذه الحيلة في إبلاغه إليك؛ فأرجو ألا أكون قد أسأت إلى نفسي وإلى أهلي.»
قال: «لا بأس عليك، وما هو ذلك الأمر؟ وما صلة وزيرنا به؟»
فقال: «إنه يتعلق به وحده يا سيدي، وسأقصه عليك، فإذا تحققت من وقوعه؛ فأنا آمن، وإلا فدمي مسفوك.»
قال: «اقصص الخبر ولا تخف.»
فقص عليه حكاية العلوي ونجاته على يد جعفر إلى آخر الحديث.
وكان أبو العتاهية يتكلم وصوته يرتجف ويتقطع، والرشيد مصغ بكل جوارحه وجأشه رابط. فلما أتى على آخر حديثه سأله: «هل أنت واثق من صدق هذه الرواية؟»
Página desconocida