قال: «فينا من يكتم السر؟»
قلت: «لا تخف. إن صدري بئر لا قرار لها.»
قال: «لقد احتلت حتى جئت بشيء من اللحم والخبز، ولففته في ورقة، وكنت أريد أن أصعد به إلى أختي بالليل، ولكني اصطدمت بواحد كان يريد أن يقتلني ...»
فقلت مستغربا: «يقتلك، لماذا؟!»
قال: «لا شك أن هذا كان قصده، فقد كان همه أن يقبض على عنقي ويضغط، وكان يحرص على الصمت حرصا شديدا، وعندي دليل آخر: ذلك أنه لم يكد يسمع صوت الوكيل يصيح «مين» حتى اختفى فجأة!»
فسألته: «ماذا منعك أن تستنجد؟»
قال: «وأفضح نفسي؟ ماذا يقولون عني إذا رأوا معي هذه الأطعمة؟ لقد كان كل همي أن أتخلص وأرتد إلى غرفتي.»
قلت: «وكيف خطرت لك هذه الفكرة السخيفة؟»
قال: «ليست سخيفة. إنها طبيعية، أول ما يخطر للمرء.»
قلت: «وهل كان من الضروري أن تجيء بمربى وحلواء؟»
Página desconocida