وكانت خلافته عشر سنين وثمانية أشهر وثلاثة وعشرين يومًا (١) وخَلَف المكتفي.
* * *
وسار عبد الله القرمطيّ إلى الشام، فلقِيَه شبْل الديلميّ مولى المعتضد بالرّصافة فاقتتلوا (قتالًا شديدًا) (٢)، فكان الظَّفَر للقرمطيّ، وقُتل شبْل وأكثر جنوده، وأحرقوا الرُّصافة (٣).
وفيها ظهر بالشام قرمطي آخر بدمشق، يُنسَب إلى العلويّة، فخرج إليه طُغْج من قِبل الطولونية، واحتقر به فهزمه القرمطيّ، فدخل دمشق منهزمًا، فجيّش (٤) وجمع وخرج إلى القرمطيّ مرة أخرى، فكان الظفر للقرمطيّ وقتل خلقًا كثيرًا من أصحاب طُغج، فاستمرّ بمصر والشام، وواقَعَ القرامطيَّ ثالثة، فظفر به القرمطيَّ/ ١١٨/ وقتل خلقًا كثيرًا، ثم تتبّعه إلى بعلبك ففتحها وقتل أهلها، وسار إلى حمص فمكث بها، وضرب الدينار والدرهم باسمه، وكتب عليهما (٥): "المهدي المنصور أمير المؤمنين"، وكذلك كان يُدعى (٦) له على المنابر (٧).