125

El jardín que abarca la compilación de crónicas de la gente de la época

البستان الجامع لجامع تواريخ أهل الزمان

Investigador

عمر عبد السلام تدمري

Editorial

المكتبة العصرية للطباعة والنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

وفيها قتل الحَجّاجُ سعيد بن جُبَير (١)، وذلك أنه أُتي به إليه وهو مقيَّد والحَجّاج راكب، قال له: أنت الشقيّ بن كُسَيْر (٢)، أما قدِمتَ الكوفة، وقالوا: لا يؤمُّنا (٣) إلّا عربيّ؟ (قال: بلى. قال: أما وليتك القضاء فضجّ أهل الكوفة؟) (٤) وقالوا. لا يلي قضاؤنا (٥) إلا عربيّ، فاستقصيت أبا بُردة وامرأته ألّا يقطع أمرًا دونك. قال: بلى. قال: فما أعطيتك ألف ألف تفرّقها على أهل الحاجة ولم أسألك (٦) عن شيءٍ منها؟ قال: بلى. قال: فما أخرجك عليّ؟ قال: بيعة كانت لابن الأشعث في عنقي من قبل. قال: أفما كان في عنقك بيعة لأمير المؤمنين عبد الملك بنقض بيعتي، وتبقي بيعة الحائك بن الحائك، واللهِ لأقتلنّك، اختَرْ أي قتْلةٍ شئت. قال له سعيد: بل أنت اختَر لنفسك، فإنّ القصاص أمامك. ثم قال: يعفُ الأمير عنّي. قال: لا عفى (٧) الله عنّي إن عفوت عنك. قال: فضحك سعيد، فقال له: يا سعيد سمعت أنك ما ضحكت قط، فما أضحكك؟ قال: عجبت من صُنع الله فيك. فقال: يا حَرَسيّ اضربا عُنقه، فضربه السيّاف ضربة واحدة، فوقع على الأرض وتَشَاهد ثلاث مرّات، فقال في الآخرة: أشهد أن لا إله إلا الله، خفيًّا، فزعق (٨) الحجّاج من فوق رأسه وقال: فردونا، فظنّوا/ ٦٢/ أنه يقول: قيودنا، فقطعوا رِجليه وأخذوا القيود.
وقيل: إنه من ذلك اليوم ما عاد يركب، وبقي أربعين يومًا يراه في النوم وهو يراه ماسكًا بجامعة ثيابه وهو يقول: على مَ قتلتني يا فاسق؟ فينتبه مرعوبًا ويقول: ما لي ولسعيد بن جبير؟
وقيل: إنه رؤي (٩) بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتلة قتلة واحدة وقتلني، وبسعيد بن جبير ماية ألف قتلة (١٠).

(١) انظر عن (سعيد بن جبير) في: تاريخ الإسلام (٨١ - ١٠٠ هـ) ٣٦٦ - ٣٧٠ رقم ٢٧٥ وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(٢) يعني: ما أنت سعيد بن جُبَير.
(٣) في الأصل: "يومنا".
(٤) ما بين القوسين عن الهامش.
(٥) الصواب: "قضاءنا".
(٦) في الأصل: "اسلك".
(٧) الصواب: "عفا".
(٨) في الأصل: "فرعك".
(٩) في الأصل: "رُاي".
(١٠) انظر: الطبري ٦/ ٤٨٧ - ٤٩١، العيون والحدائق ٣/ ٩، ١٠، الكامل ٤/ ٥٤، ٥٥، نهاية الأرب ٢١/ ٣٢٢، ٣٢٣، تاريخ الإسلام (٨١ - ١٠٠ هـ) ٣٦٧، ٣٦٨، البداية والنهاية ٩/ ٩٦، ٩٧، وفيات الأعيان ٢/ ٣٧٢ - ٣٧٤، وفيه: "قتلني بكل قتيل قتلته قَتْلة، وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة". (٢/ ٣٧٤).

1 / 129