بطول عنقه، ويبطىء بضيق جلده. والفرس يسرع بسعة إبطه وجلده، وبطول عنقه وعظم جفرته [١] . ولذلك قال الشاعر:
ببطنه يعدو الذّكر
وزعم أبو عبيدة، وأبو الحسن، أنّ الفرس ليس له طحال [٢] .
قال: ولذلك لا يحتشي ريحا ولا يناله من الرّبو ما ينال غيره من ذوات الأربع. قال الشاعر:
رحيب الجوف معتدل قراه ... هريت الشّدق فضفاض الإهاب [٣]
وقال آخر:
وضاق عنه جلده الفضفاض
وأما قول الآخر:
يا سعد كيف أنت إذ أصحابي [٤] ... عاتبتهم فتركوا عتابي
وخلّ جسيمي وانحنت أصلابي [٥] ... وكثرت فواضل الإهاب [٦]
[١] الجفرة، بالضم: ما يجمع البطن والجنبين، وهي الوسط أيضا.
[٢] الطحال، بالكسر: لحمة سوداء عريضة في بطن الإنسان وغيره عن اليسار. وانظر الحيوان ٦: ٤٤١ واللسان (طحل) .
[٣] أنشده أبو عبيدة في كتاب الخيل مرتين في ص ٨٤ شاهدا لاعتدال الصلب. وفي ٨٧ لسعة الجلد. وفي الأصل هنا: «قواه»، صوابه ما أثبت. والقرا، بالفتح: الظهر. هريت الشدق: واسعه. فضفاض الإهاب: واسع الجلد.
[٤] في الأصل: «إذا»، ولا يستقيم به الوزن.
[٥] خل جسمه يخلّ ويخلّ خلّا وخلولا: قلّ ونحف، وذلك في الهزال خاصة.
[٦] هذا الشطر في الحيوان ٥: ٤٨ والإهاب: الجلد ما لم يدبغ. يذكر تغضن جلده-