(وأنزلني طول النوى دار غربة ... إذا شئت لاقيت الذي لا أشاكله)
(فجاهلته حتى يقال سجية ... ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله)
فهذا ما حضرنا في أقسام الشعر المنظوم وهو مقنع إن شاء الله
النثر:
فأما المنثور فليس يخلو من أن يكون خطابة، أو ترسلا، أو احتجاجا، أو حديثا، ولكل واحد من هذه الوجوه موضع يستعمل فيه.
فالخطب تستعمل في إصلاح ذات البين، وإطفاء نار الحرب، وحمالة الدماء، والتشييد للملك، والتأكيد للعهد، وفي عقد الإملاك ، وفي الدعاء إلى الله - عز وجل -، وفي الإشادة بالمناقب، ولكل ما أريد ذكره ونشره وشهرته في الناس.
والترسل في أنواع من هذا، وفي الاحتجاج على من زاغ من أهل الأطراف، وذكر الفتوح، وفي الاعتذارات والمعاتبات، وغير ذلك مما يجري في الرسائل والمكاتبات.
والبلاغة في الجميع واحدة، والعي فيه قريب من قريب؛ إلا أن الخطابة لما كانت مسموعة من قائلها، ومأخوذة من لفظ مؤلفها، وكان الناس جميعا يرمقونه ويتصفحون وجهه، كان الخطأ فيها غير مأمون، والحصر عند القيام بها مخوفا محذورا.
Página 150