سورة الشعراء
لما عرفت سورة الفرقان بشنيع مرتكب الكفرة المعاندين وختمت بما
ذكر في الوعيد كان ذلك مظنة لإشفاقه ﵇ وتأسفه على فوت إيمانهم لما جبل عليه من الرحمة والإشفاق، فافتتحت السورة الأخرى بتسليته ﵇ وأنه سبحانه لو شاء لأنزل عليهم آية تبهرهم وتذل جبابرتهم فقال سبحانه: "لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (٤)
وقد تكرر هذا المعنى عند إرادته تسليته ﵇ كقوله تعالى: "ولو شاء الله لجمعهم على الهدى" "وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَ" "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا" "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ"