ثانيها الإشارة في صدر السورة أيضا إلى أن الصراط المستقيم قد بين
شأنه لمن تقدم في كتبهم، وأن هذا (الكتاب) جاء مصدقا لها
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ)
ليبين لأمة محمد ﷺ، أن من تقدمهم قد بين لهم "وما
كنا معذبين حتى نبعث رسولا".
والثالثة قصة عيسى ﵇، وابتداء أمره من غير أب والاعتبار به
نظير الاعتبار بآدم ﵇، ولهذا أشار قوله تعالى: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم (آل عمران: ٣٩) كما اتبعت قصة آدم بذكر بني إسرائيل لوقوففم من تلك القصة. على ما لم تكن العرب تعرفه وأنذروا وحذروا، واتبعت أيضا قصة عيسى ﵇ بذكر الحواريين وأمر النصارى إلى آية المباهلة حسبما نبسط بعد، ولنبين وجه الانفصال من صدر السورة فأقول مستعينا بالله.
إن قوله سبحانه: نزل عليك الكتاب "بيان لحال الكتاب الذى هو هدى للمتقين ولما بين افتراق الأمم بحسب السابقة إلى أصناف ثلاثة، وذكر من تعنيت بني
1 / 196