Constructores del Islam: Mahoma y sus Sucesores
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Géneros
سبحان من ليس له نهاية، ويأمر بالنهاية، ويشاهد نهاية كل شيء. فاللهم الطف بنا في النهاية.
أجل، إن في الليل راحة، وفي النهار شقوة، ولا معنى للراحة إلا بالتعب، ولا سبيل لاستكمال الكون إلا بتبادل الليل والنهار، هذه سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا. •••
انبثق نور الشمس في سبائك ذهبية رائعة، انتشرت في الأفق فزادته بضوئه البراق وزرقة السماء اللازوردية الرقراقة جمالا وأي جمال!
جمال إلهي يعجز أبلغ البلغاء وأفصح الفصحاء عن وصفه وتصويره، وظهر قرص الشمس أمام ناظري، وقد أورث الدنيا الحركة والنشاط والحياة، فقلت: سبحان ربي القدير الخالق. هذا هو قرص الشمس يتراءى أمام العيون، فماذا عسى يخفي وراءه؟ إنه ليخفي جانبا مجهولا من ذلك العالم المترامي، لا يقاس به العالم المعروف المشاهد.
هذا هو قرص الشمس الذي يبدو أمام الأبصار صغير الحجم، فإذا الأرض ببحارها ومحيطاتها وجبالها ووهادها وسهولها، وكل ما فيها من كائنات، قطعة منه، أراد الله أن تهوي حيث هي معلقة، تحيط بها أفلاك ونجوم ذات أبراج، فإذا ولى النهار الأدبار، وظهرت آية الليل، رأينا النجوم وقد انتثر عقدها في السماء، يسير بعضها شرقا، والآخر غربا، والبعض شمالا، والآخر جنوبا. وقد تبدو نجمة نخالها كأنها ستسقط على الأرض، فإذا بها تندفع إلى الفضاء اللانهائي المتلألئ، لا ندري منتهاها. وهكذا تسير النجوم في غدو ورواح بسرعة مئات الأميال في الدقيقة، بل في الثانية، ولم نجد نجما ارتطم بآخر على كثرة ما نشهد من نجوم لا تحصى ولا تعد.
وقد نقف أمام جهاز اخترعه فكر أحد الآدميين فنعجب به لدقة أدواته، وكثرتها، وحسن تنسيقها، وانتظام حركتها، ومع ذلك فقد تقضي عليه حركة تماس في بعض أسلاكه، فيذهب هذا الجهاز بددا. •••
أي عظمة وأي قدرة للخالق العظيم مبدع الكون الذي لم نسمع ولم نعرف - على بعد مئات الألوف من السنين منذ خلقه - أنه احتاج إلى إصلاح أو إلى تعديل أو إلى تغيير في أجزائه، أو تبديل، أو تزييت، أو تشحيم!
أين أولئك الملحدون الذين عميت بصائرهم عن الحقائق الإلهية التي لا ينكرها إلا المكابرون، أولئك الذين يتشدقون بأن هذا الملك العظيم خلق بالتفاعل! فليرونا أين هذا التفاعل في هذا الكون المترامي الأطراف الذي لا بد له من خالق، سبحانه!
بل أين التفاعل في أنفسهم، في خلق الإنسان وحواسه؟
أين التفاعل في غريزة الحسد، أو غريزة الطمع أو البخل؟
Página desconocida