عن عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال: سئل أبو الحسن البوشنجي رحمه الله عن الحب فقال: بذل المجهود مع معرفتك بالمحبوب والمحبوب مع بذلك مجهودك يفعل ما يشاء. (1/383) عن الأصمعي قال: قال أعرابي ]لآخر] ورآه على معصية قال: ويحك ما تحب الله! قال: وهل رأيت محبا إلا وهو يتوخى سرور من أحبه(1)؛ وإن من خاف أن يسئل عن الشكر طاب نفسا عن النعم. (1/383)
عن سعيد بن عثمان بن عياش قال: سمعت ذا النون يقول وقد قيل له: متى يأنس العبد بربه؟ قال: إذا خافه أنس به؛ أما علمتم أنه من واصل الذنوب نحي عن باب المحبوب. (1/384)
عن سعيد بن عثمان قال: سمعت ذا النون يقول: ما رجع [من رجع](2) إلا من الطريق، ولو وصلوا إليه ما رجعوا، فازهد في الدنيا ترى العجب. (1/384)
عن ذي النون المصري قال: وجدت صخرة ببيت المقدس عليها أسطر مكتوبة فجئت بمن ترجمها فإذا عليها مكتوب: كل عاص مستوحش وكل مطيع مستأنس وكل خائف هارب وكل راج طالب وكل قانع غني وكل محب ذليل ففكرت في هذه الأحرف فإذا هي أصول كلها استعبد الله عز وجل بها الخلق. (1/384)
عن أبي الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله ينشد:
إن المليك قد اصطفى خداما
متوددين مواطئين كراما
رزقوا المحبة والخشوع لربهم
فترى دموعهم تسح سجاما
يحيون ليلهم بطول صلاتهم
لا يسأمون إذا الخلي ناما
قوم إذا رقد العيون رأيتهم
صفوا لشدة خوفه أقداما
وتخالهم موتى لطول سجودهم
يخشون من نار الإله غراما
شغفوا بحب الله طول حياتهم
فتجنبوا لوداده آثاما
(1/385)
عن الجنيد بن محمد قال: رفع إلي سري مرة رقعة فقال لي: احفظ هذه الرقعة فإذا فيها مكتوب:
ولما شكوت الحب قال كذبتني
فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا
فما الحب حتى يلصق الجلد بالحشا
وتذبل حتى لا تجيب المناديا
وتنحل حتى لا يبقي لك الهوى
سوى مقلة تبكي بها أو تناجيا
Página 61